فن الحب والغزل والخيانة
فن الحب والغزل والخيانة

ليس البشر وحدهم يجيدون فن الغزل ولديهم الوسائل التي بواسطتها يستميلون القلوب إليهم..بل أن الطيور عامة تعتبر رائدة في هذا المجال وربما لديها من الوسائل التي لاتعد ولاتحصى الأمر الذي يجعلها تتفوق على (البشر) في هذا المضمار.
فالنساء من بني البشر يتخيرن الزينة والمكياج والأصباغ والحلي والملابس بأنواعها وحسب (آخر موضة) لإجتذاب الرجال إليهن..والرجال يختلفون في وسائلهم لإستمالة قلوب النساء إليهم فالبعض منهم يتخذ من المال والثروة وسيلة ومنهم من يتخذ من ( الشباب والوسامة) وسيلة..وهناك (التماسيح) الذين يعوضون نقص الوسامة بشراء سيارة فارهة فخمة يجذبون بها إنتباه النساء؟!..وتوجد أيضاً (فئة المفلسين) الذين يلبسون أحسن الملابس ويضعون الأقلام والساعات المذهبة في أماكن بارزه لجذب الأنظار إليها ولاينسون أن يضعوا في أصابعهم خواتم من العقيق المزيف.
. أما الطيور..فإن منها من يلجأ إلى الغناء والصداح كي تستميل الرفيق الآخر وغالباً ما تختار هذه الطيور مكاناً بارزاً يتيح لها الظهور بوضوح ..ومن الطيور من يخرج أصواتاً عالية كطائر (نقار الخشب) مثلاً والذي يطرق بمنقاره وبسرعة فائقة على غصن أجوف ليخرج صوتاً مميزاً له..أما طائر (الشكب) فهو يشق الهواء بسرعة ناشراً ريش ذيله ليحدث صوت أزيز.. ومن الطيور أيضاً من تلجأ إلى إستمالة الطيور الأخرى بإبراز ألوانها الجميلة الزاهية (كالطاووس) أو (طيور الجنة) التي تتبارى في إظهار ريشها الحريري الجذاب.
. ومن الطيور من يتخذ زمن المغازلة وقفات ووضعات غريبة كرفع الرأس عالياً أو رفع الجناحين عالياً..وهناك فئة من الطيور ربما لاتملك الجمال ولا موهبة الغناء فلا تملك إلا اللجوء إلى القوة والعنف للإستحواذ على الإناث.
وهناك فئة اخرى من الطيور ذكية لاتكف عن إهداء الإناث هدايا جميلة كأوراق الشجر أو الورد أو الحصى الملون وتقدمها بخضوع..
وطائر (البطريق) يعتبر أروع العشاق في تقديم الهدايا.. وإذا كان بعض الرجال الذين يتصفون بالغيرة الشديدة فيغلقون الأبواب والنوافذ على نسائهم خشية أن يراهم أحد فإن لطائر (أبومنقار) طائر استوائي ضخم طريقة غريبة وعجيبة في بناء العش فهو يطلب من أثناه أن تدخل إلى تجويف في شجرة ما ويقوم هو بسد المدخل بالوحول تاركاً ثقباً صغيراً لمنقار الأنثى وتظل هي داخل العش للعناية بالصغار بينما يتولى هو إطعامها من الثقب..وإذا كان هناك من البشر من يخدع حبيبته بإسم الحب فإن هناك طائر اسمه (أبو شوكة) يطارد الأنثى ويظهر أمامها ذليلاً خاضعاً حتى ترضى به رفيقاً في الحياة فيأتي بها إلى العش الذي بناه بنفسه وحين تضع البيض يقوم بطردها من العش شر طرده..
فالحذر الحذر من أبو شوكة وأمثاله.