زايد وأبناؤه يصنعون المجد

زايد وأبناؤه يصنعون المجد

في قلب الصحراء، حيث كانت الرمال تمتد بلا حدود وُلد حلمٌ كبير حمله رجل استثنائي اسمه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي لم يرى في الصحراء عائقاً، بل أرضاً خصبةً يمكن أن تُزهر بالعمل والإرادة. لم يكن الشيخ زايد بن سلطان مجرد قائد سياسي، بل كان حكيم العرب بحق، رجل جمع بين الرؤية والبصيرة، وبين الحزم والرحمة، فحوّل الإمارات من سبع إمارات متفرقة إلى دولة موحدة، قوية، تنبض بالحياة، وتُبهر العالم بتطورها.
الشيخ زايد لم يبن دولة فحسب، بل أسّس نهجاً، ورسخ قيماً، وجعل من الإمارات نموذجاً يُحتذى في القيادة والإنسانية..كان يؤمن أن الإنسان هو أساس التنمية، وأن بناء الإنسان يسبق بناء الحجر، فاهتم بالتعليم، والصحة، والبنية التحتية، وفتح أبواب الإمارات لكل من أراد أن يعيش بكرامة، دون تمييز أو تعصب..كان صوته هادئاً، لكن أثره عميق، وكانت كلماته قليلة، لكن أفعاله عظيمة، ترك إرثاً لا يُنسى، وسيرة لاتُمحى.
من بعده، حمل أبناؤه الراية، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي لم يكتف بالسير على خطى والده، بل أضاف إليها من رؤيته الخاصة، ومن حكمته التي صقلتها التجارب.
الشيخ محمد بن زايد ليس مجرد قائد، بل هو رجل دولة من الطراز الرفيع، يعرف كيف يُوازن بين الطموح والواقعية، وبين الحزم واللين، وبين القوة والرحمة..تحت قيادته، أصبحت دولة الإمارات مضرب المثل في التطور، والتقدم، والجمال، والسياحة، والابتكار، حتى باتت وجهة عالمية يُشار إليها بالبنان.
الإمارات اليوم ليست فقط ناطحات سحاب، ولا مراكز تسوق ضخمة، ولابنية تحتية مذهلة، بل هي قصة نجاح عربية، تُثبت أن الحلم العربي ممكن إذا توفرت القيادة الحكيمة والإرادة الصادقة، والعمل المستمر.
من دبي إلى أبوظبي، ومن الشارقة إلى الفجيرة، تتجلى ملامح النهضة في كل زاوية، وتُشعّ مظاهر الجمال في كل شارع، وتنبض الحياة في كل مشروع..السياحة في الإمارات لم تعد مجرد ترف بل أصبحت صناعةً متكاملة، تجذب الملايين من أنحاء العالم، وتُقدم لهم تجربة لاتُنسى تجمع بين الحداثة والأصالة، وبين الفخامة والبساطة.
لكن ما يُميز الإمارات حقاً، ليس فقط ما وصلت إليه من تطور، بل ما تحمله من روح عربية أصيلة، تجمع ولا تُفرق، تُقرّب ولا تُباعد، تُداوي ولا تُجرّح..الإمارات كانت دائماً بيتاً للعرب، وملاذاً لكل من ضاقت به السبل، وأيديها البيضاء امتدت إلى كل الشعوب، دون تمييز أو شروط.
في الأزمات، كانت الإمارات أول من يُبادر، وفي الكوارث، كانت أول من يُغيث، وفي النزاعات، كانت أول من يدعو إلى الحوار والسلام.
الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- كان يؤمن بوحدة الأمة، وكان يرى أن العرب جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..هذه الروح لم تغب، بل استمرت في أبنائه، الذين جعلوا من الإمارات صوتاً للحكمة، ومنبراً للتسامح، وجسراً للتواصل بين الشعوب. الشيخ محمد بن زايد، بحكمته وحنكته، استطاع أن يُعزز هذا الدور، ويُرسّخه في وجدان الأمة، حتى باتت الإمارات مرجعاً في القضايا العربية، وصوتاً يُحترم في المحافل الدولية.
ما وصلت إليه الإمارات لم يكن صدفة، ولانتيجة لموارد طبيعية فقط، بل كان ثمرة لقيادةٍ تعرف كيف تُخطط، وكيف تُنفذ، وكيف تُراعي الإنسان قبل كل شيء..هي دولةٌ لاتكتفي بالنجاح، بل تُشارك نجاحها مع الآخرين، وتُؤمن أن الخير
لايُحتكر، بل يُنشر.
هذه هي الإمارات، التي لاتُغلق أبوابها، ولاتُدير ظهرها، بل تفتح قلبها لكل من يحتاج، وتُثبت يوماً بعد يوم أنها ليست فقط دولة متقدمة، بل دولةٌ راقية في أخلاقها، عظيمة في عطائها، نبيلة في مواقفها.
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- سيبقى في ذاكرة العرب رمزاً للحكمة، والشيخ محمد بن زايد- حفظه الله- سيبقى امتداداً لهذا المجد، وقائداً يُجسّد المعنى الحقيقي للقيادة الرشيدة.
الإمارات، بقيادتها وشعبها، ستظل منارة في هذا العالم تُضيء الطريق لمن أراد أن يسير نحو المستقبل بثقة وأمل.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *