الأمير فيصل بن خالد تواضع القادة وعزم الإداريين

الأمير فيصل بن خالد تواضع القادة وعزم الإداريين

في شمال المملكة حيث تمتد الأرض بكرمها وتاريخها، يقف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز شامخاً كرمزٍ للقيادة المتزنة والعمل الإداري الراسخ. أمير منطقة الحدود الشمالية منذ 22 أبريل 2017 ليس مجرد اسم في سجل المناصب، بل شخصية متكاملة نضجت في حضن الحكمة وتربّت على قيم الوفاء، وتشكلت عبر سنوات من الخبرة والمرافقة والتعلم.​
وُلد الأمير فيصل في 10 يوليو 1973 في مدينة الطائف بمنطقة مكة المكرمة، في بيئةٍ ملكيةٍ عريقة..لكن ما يميزسموه الكريم ليس نسبه فحسب، بل ما اكتسبه من صفاتٍ إنسانيةٍ ومهاراتٍ قياديةٍ جعلت منه نموذجاً فريداً في الإدارة والتعامل. كان لجده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- أثرٌ بالغ في تكوين شخصيته، إذ نهل من معين حكمته وتشرّب الكرم الذي كان سمةً بارزة في حياة الأمير الفقيد، وتعلم منه كيف تكون الحنكة طريقاً لحل الأزمات وكيف يكون القرب من الناس أساس القيادة.​
أما والده صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان -حفظه الله- فكان له الدور الأعمق في صقل شخصيته، إذ غرس فيه الوفاء وربّاه على الانضباط وعرّفه على تفاصيل العمل العسكري والإداري، فكان له بمثابة المعلم والموجه. لم تكن العلاقة بينهما علاقة أبوّة فقط، بل شراكة في الرؤية وتكامل في الطموح ومرافقة في الميدان.​
درس الأمير فيصل تعليمه الأساسي في مدارس الرياض الأهلية، وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود في الرياض..أكمل دراساته العليا في جامعة ماساتشوستس في مدينة بوسطن الأمريكية حيث حصل على ماجستير في الشؤون الدولية مع مرتبة الشرف.
هذا التعليم الأكاديمي الرفيع أكسبه رؤية شاملة ساعدته في مسيرته الإدارية.​
عُين الأمير فيصل مستشاراً في ديوان ولي العهد عام 2006، وفي عام 2016 أصدر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً بتعيينه مستشاراً بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة..هذه المناصب منحته فرصة الاطلاع على آليات العمل الحكومي وفهم ديناميكيات الإدارة والتعامل مع التحديات بطريقة متزنة.​
مايميز الأمير فيصل بن خالد بن سلطان ليس فقط نسبه العريق، بل شخصيته العملية التي تتجلى في كل خطوة يخطوها فهو إداري من الطراز الأول لايكتفي بالمكاتب، بل ينزل إلى الميدان ويلتقي بالمواطنين ويستمع إلى احتياجاتهم ويحرص على أن تكون الحلول واقعية وفعالة..حين تولى إمارة الحدود الشمالية لم يكن ذلك مجرد تعيين إداري، بل بداية لمرحلة جديدة من التنمية والتطوير في المنطقة.​
جعل من المواطن محور اهتمامه ومن التنمية هدفاً لا يقبل التأجيل..حرص على تطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات وفتح آفاق الاستثمار، دون أن يغفل عن الجوانب الاجتماعية والثقافية التي تُشكّل هوية المنطقة.
من الجوانب الرائعة في شخصية سموه الكريم أنه شاعر مبدع كتب للعديد من الفنانين مثل رابح صقر وراشد الماجد وعبدالله الرويشد وعبد المجيد عبدالله ومحمد عبده.​
تواضعه اللافت يجعل منه قريباً من الجميع، فهو لايتعامل بفوقية بل يحرص على أن يكون جزءاً من المجتمع يشاركهم أفراحهم ويقف معهم في أوقات الشدة. مؤخراً كرّم في مكتبه المواطن أحمد بن خلف الدهمشي لتبرعه بالدم 131 مرة على مدى 37 عاماً، مؤكداً أن هذه النماذج المشرفة تنسجم مع ما توليه القيادة الحكيمة من عناية بنشر ثقافة التطوع..هذا التواضع ليس تصنعاً بل امتداد لتربيةٍ عميقة وفهمٍ حقيقي لمعنى القيادة.​
في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يجسد الحكمة والحنكة في أبهى صورها، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب الرؤية الطموحة والعزم الذي لايلين يجد الأمير فيصل بن خالد دعماً لا محدوداً وإلهاماً مستمراً فهما نموذجان للقيادة التي تجمع بين الأصالة والتجديد وبين الحزم والرحمة، مما ينعكس على أداء القيادات المحلية ويمنحهم الثقة في تحقيق تطلعات الوطن.​
هكذا هو الأمير فيصل بن خالد بن سلطان قائدٌ تعلم من الكبار ونضج في الميدان ويمضي بثقة نحو المستقبل، حاملاً معه إرثاً من الحكمة والوفاء وشغفاً لايهدأ في خدمة الوطن والمواطن تحت راية قيادةٍ ملهمةٍ تضع الإنسان أولاً وتبني المجد حجراً فوق حجر.​

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *