القيادة السعودية تستثمر في العقول عمر ياغي نموذجاً
القيادة السعودية تستثمر في العقول عمر ياغي نموذجاً
 
						في لحظة تاريخية تضاف إلى سجل الإنجازات العلمية العالمية، أعلن فوز العالم السعودي عمر بن مؤنس ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، تقديراً لإسهاماته الرائدة مع زميليه البريطاني ريتشارد روبسون والياباني سوسومو كيتاغاوا في تطوير الأطر الفلزية العضوية وتطبيقاتها الحيوية في مجالات الطاقة والمياه والبيئة.
هذا الإنجاز لايمثل انتصاراً شخصياً لعالم تفانى في البحث والاكتشاف فحسب، بل هو أيضاً مصدر فخر واعتزاز للمملكة العربية السعودية التي احتضنته ومنحته جنسيتها في خطوة تعكس رؤية ثاقبة وقيادة حكيمة تستشرف المستقبل وتؤمن بقوة العلم.
عندما صدر الأمر الملكي بمنح الجنسية السعودية لعمر ياغي، لم يكن ذلك مجرد تكريم رمزي، بل إعلاناً واضحاً عن توجه المملكة نحو استقطاب العقول النادرة والكفاءات العالمية في إطار مشروع وطني طموح يقوده  سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء..هذا التوجه لم يكن وليد اللحظة، بل امتداد لرؤية المملكة 2030 التي وضعت الابتكار والبحث العلمي في صميم أولوياتها إدراكاً منها أن النهضة الحقيقية لا تتحقق إلا بالعلم والعلماء.
عمر ياغي الذي وُلد في عمّان يوم 9 فبراير 1965 لأسرة فلسطينية من قرية المسمية المهجرة، وهاجر إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، لم يكن مجرد مهاجر يبحث عن فرصة بل كان شغوفاً بالعلم منذ نعومة أظافره. نشأ في أسرة متواضعة جداً كانت تضم حوالي عشرة أشخاص في قاعة صغيرة يتقاسمونها مع الماشية، دون كهرباء وبقدر محدود من المياه النظيفة. حصل على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990، ثم تنقل بين أرقى الجامعات الأمريكية من هارفارد إلى ميشيغان وصولاً إلى بيركلي حيث يشغل اليوم منصب أستاذ الكيمياء ومدير معهد بيركلي العالمي للعلوم. مسيرته الأكاديمية الحافلة التي أثمرت أكثر من 300 بحث علمي و55 جائزة دولية تؤكد أن المملكة كانت على حق حين اختارته ليكون أحد أبنائها.
الاحتفاء بعمر ياغي اليوم ليس لأنه نال أرفع جائزة علمية في العالم فقط، بل لأنه يمثل نموذجاً للعالم الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، وبين الجذور العربية والطموح العالمي.
قالت لجنة نوبل إن الباحثين الثلاثة نجحوا في إنشاء هياكل جزيئية ذات مساحات كبيرة يمكن للغازات والمواد الكيميائية أن تتدفق من خلالها، ويمكن استخدام هذه الهياكل في استخلاص المياه من هواء الصحراء أو التقاط ثاني أكسيد الكربون أو تخزين الغازات السامة..المملكة حين منحت جنسيتها لهذا العالم كانت ترسل رسالة إلى العالم مفادها أن أبوابها مفتوحة لكل من يحمل فكراً نيراً وطموحاً صادقاً، وأنها لاتكتفي بتصدير الموارد بل تسعى لتكون منارة للعلم والمعرفة.
القيادة السعودية وعلى رأسها الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أثبتت مرة أخرى أنها لا تكتفي بإدارة الحاضر بل تصنع المستقبل. استقطاب العلماء وتوفير البيئة الحاضنة لهم وتكريمهم خطوات تعكس نضجاً سياسياً ورؤية استراتيجية تتجاوز الحدود الجغرافية..سبق أن كرّمت دولة الإمارات العربية الشقيقة ياغي بجائزة نوابغ العرب عام 2024، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الكيمياء عام 2015.
عمر ياغي اليوم هو ابن المملكة، وإنجازه هو إنجاز لكل سعودي وسعودية ولكل من يؤمن بأن العلم هو الطريق إلى التقدم.
هذا الحدث يبعث برسالة أمل إلى الشباب السعودي بأن الطموح
لايعرف حدوداً وأن المملكة تحتضن كل من يسعى للتميز..كما يعزز مكانة المملكة في المحافل العلمية الدولية ويؤكد أن الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأذكى والأكثر استدامة.
يقول ياغي عن رحلته:
(العلم أكبر قوة تحقق المساواة في العالم، والأشخاص الأذكياء والموهوبون موجودون في كل مكان ويجب أن نوفر لهم الفرصة)
إن فوز عمر ياغي بجائزة نوبل وهو يحمل الجنسية السعودية هو لحظة فخر واعتزاز لكل مواطن سعودي..إنه دليل حي على أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو الريادة العلمية، وأنها قادرة على أن تكون حاضنة للعلماء ومنصة للابتكار ووجهة لكل من يسعى لصناعة الفرق في هذا العالم.
 
					


