الإرهاب..غربة الفكر في أرض السلام
الإرهاب..غربة الفكر في أرض السلام

الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية نقيم فوقها، بل هو نبض القلب وسكن الروح، الحصن الذي يحمي الكرامة ويمنح الإنسان شعوراً عميقاً بالأمان والانتماء.
في حضن الوطن تزدهر الأحلام وتترسخ الطموحات، فتتشكل ملامح المستقبل في أرض تعانق أبنائها بالحب والعدل..الوطن هو ذلك الكيان الذي يغرس في شبابه القوة والعزم وروح التحدي والإقدام، ليكونوا درعاً حصيناً في وجه كل من يهدد أمنه ويعبث باستقراره.
حين يسود الأمن، تتفتح آفاق الفكر، وتنبثق أنوار الإبداع، وتتقوى أواصر الأخوة والتآلف بين الناس. فالوطن لايُبنَى بسواعد الرجال فقط، بل بتكاتف الجميع، كلٌ في موقعه، وكلٌ بدوره.
ولا أعظم من خطر الفتنة التي تنشأ من الداخل، حين يفقد الوعي ويضعف الإحساس بالمسؤولية، ويُترك المجال لمن يزرع الخوف ويشعل نيران الفوضى.
لذلك فإن حماية الوطن تبتدئ من الداخل، برفض الظلم، والوقوف بحزم في وجه كل من يسعى لتقويض الأمن أو نشر الرعب.
المملكة العربية السعودية، أرض الرسالة ومهد الإسلام، قامت على أسس راسخة من العدل ونشر تعاليم الدين الحنيف. ومنذ تولي حكامها الحكم، جعلوا نشر الخير والرحمة هدفاً سامياً، وشريعته منهجاً، وخدمة الإنسان غاية عليا. انعكس ذلك في تحقيق الأمن والاستقرار، وشعر المواطن السعودي بالطمأنينة في وطن يحتضنه ويحمي حقوقه.
الإسلام جوهره السلام والرحمة، يدعو إلى الرفق والتيسير، وينهى عن العنف والتطرف..تعاليم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم تؤكد براءة الإسلام من كل فعل إرهابي أو فكر متطرف..الإرهاب لايمت للدين بصلة، بل هو انحراف يشوه صورته النقية التي تنطق بالعدل والمساواة.
من يدّعي نصرة الإسلام بالقتل والتدمير يسيء إليه وينقض تعاليمه التي تحرم سفك الدماء وتحث على حفظ النفس الإنسانية.
وقد بيّن الله في كتابه العزيز أن من يفسد في الأرض ويعتدي على الأبرياء سيكون جزاؤه شديداً، لأن ذلك خرق لأمر الله واعتداء على خلقه..وهذه الآيات دعوة صريحة للعدل وردع الظلم، ومن يحمل معاول الهدم ويروع الآمنين، عليه أن يعود إلى رشده ويتوب إلى الله، مقتدياً بسيرة الرسول الكريم وصحابته الكرام الذين جسدوا الإسلام الحقيقي بأخلاقهم وسلوكهم.
فالأسلام يربي المسلم على التسامح، ويحثه على أن يكون فارساً نبيلاً حريصاً على عدم الطعن من الخلف أو الخداع أو التستر خلف شعارات زائفة. ومن أراد فهم روح الإسلام فعليه قراءة سيرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، والاستماع إلى وصايا الخلفاء الراشدين، كأبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي أوصى جيشه بعدم قتل النساء والشيوخ، وعدم إيذاء الأطفال أو قطع الأشجار، حرصاً على الإنسانية التي جاء الإسلام لحمايتها.
وفي الختام، يدعو الإسلام إلى العلم والتفكير، ويفتح أبواب المعرفة لينير العقل، وهو النور الذي يهدينا إلى طريق الحق ويجنبنا ظلمات الجهل..الوطن والإسلام حين يجتمعان يصنعان أمة عظيمة تنبض بالخير، وتزدهر بالسلام، وتُرفع براية الحق والعدل.