طريقة التفكير
طريقة التفكير

لاتوجد قاعدة واحدة للتفكير أو لهيئة الانسان عندما يفكر فأنت تفكر وأنت جالس..وأنت في الطريق..وأنت نائم..والذين يحترفون التفكير لهم طرق مختلفة.
ف(سقراط) الفيلسوف كان يمشي مع تلامذته في الشوارع ويجلسون على الأرض ثم ينهض ويدور حولهم..والفيلسوف (أرسطو) كانت له مدرسة وكانت في المدرسة طرقات وكان يتمشى وتلامذته وراءه ولذلك أطلقوا على أنفسهم اسم المشائين.
والعالم الاغريقي (أرشميدس) كان مشغولاً بإكتشاف أحد قوانين الطبيعة وفجأة قفز من الحمام عارياً يمشي في الشوارع وهو يقول: وجدته.. وجدته.. والأديب الانجليزي (والتراسكوت) كان لايفكر الا نائماً تحت شجرة. ومؤلف قصص الأطفال الدانمركي (اندرسن) كان لايفكر الا نائماً وكان نحيفاً جداً وكان يترك ورقه الى جوار سريره مكتوباً عليها لست ميتاً ولكن أبدو كذلك!
والذين يفكرون وهم نائمون يضعون ورقة وقلماً تحت المخدة..كذلك كان يفعل الأديب الروسي (تولستوي)
والذين (يسرحون) وهم جالسون (أي الذين ليسوا مع الناس) فلا هم جالسون ولاهم واقفون ولاهم نائمون وانما في حالة تجمع كل هذه الحالات مثل أمير الشعراء (أحمد شوقي) وكان كثيراً مايحرك شفتيه لأنه كان ينظم قصيدته سراً ثم يحفظها وقد يجد ورقاً أو لايجد فاذا لم يجد أخرج علبة السجائر وكتب عليها القصيدة.
وكان الشاعر (البحتري) والشاعر (أبراهيم ناجي) يمشيان ثم يتوقفان ويسند الواحد منهما كتفه الى حائط وينظر الى فوق والى تحت ثم يمضي في نظم قصيدته وبسرعة يعود الى البيت يسجل الذي نظمه في الطريق.
وكان (البحتري) كثيراً ما يقول لنفسه بعد الفراغ من نظم قصيدته:
الله..الله يا بحتري؟
أو يقول لنفسه:
الله يا أعظم الشعراء رغم أنف الجميع!
وكثير من الأدباء الكبار كانوا يفكرون وهم يمشون فإذا قرروا أن يكتبوا لم يجلسوا وانما ظلوا واقفين مثل الشاعر الالماني (جيته) وكذلك الأديب الامريكي (همنجواي) والأديب الروسي (نابكوف) والأديبة الفرنسية (جورج صاند) والأديب الايطالي (شيزاره بافيزه) والأستاذ (العقاد)
فكان للأستاذ (العقاد) مكتب صغير وهذا المكتب لايستطيع الأستاذ أن يدخل تحته ليستريح عند الكتابة ولذلك كان يجعل المكتب الى جواره ويكتب وكان يتعب فلم يكن أمامه إلا أن يقف وينكفىء على المكتب ولم يفكر (العقاد) في أن الحل الوحيد هو أن يشتري مكتباً أكبر ومقعداً أعرض!