الولي الحميم والعدو اللئيم..دروس من عاصفة الحزم
الولي الحميم والعدو اللئيم..دروس من عاصفة الحزم
في تاريخ الشعوب هناك لحظات تختبر صدق العلاقات وتكشف معادن الرجال ولعل ما جمع السعوديين والإماراتيين في السنوات الأخيرة هو أصدق مثال على ذلك..فالأخوة بين أبناء المملكة وأبناء الإمارات ليست مجرد كلمات تُقال في المناسبات أو شعارات تُرفع في المحافل، بل هي حقيقة راسخة تجلت في الميدان حين امتزجت الدماء الزكية على أرض اليمن، لتروي للعالم قصة وحدة لا تنكسر، وتعلن أن ما بين الشعبين يشبه ما بين الروح والجسد، لاينفصلان مهما حاولت الأيادي العابثة أن تزرع الشكوك أو أن تبث الفتن.
لقد كان مشهد الشهداء السعوديين والإماراتيين وهم يرتقون في سبيل الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم مشهداً يختصر كل معاني التضحية والوفاء..دماء طاهرة سالت لتقول لكل مدلس وعميل إن هذه الأخوة ليست تحالفاً عابراً ولا مصلحة مؤقتة، بل هي مصير مشترك وارتباط وجداني عميق، لايمكن أن يُفك أو يُضعف.
إن الدماء التي امتزجت هناك لم تكن مجرد دماء جنود، بل كانت دماء أمة بأكملها، دماء جسدت وحدة الصف وأكدت أن السعوديين والإماراتيين يقفون معاً في مواجهة التحديات، كتفاً بكتف، وقلباً بقلب.
عاصفة الحزم لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل كانت لحظة فارقة في تاريخ المنطقة، لحظة كشفت المستور وميزت بين الصديق الصادق والعدو المتربص..لقد أظهرت تلك الأحداث أن هناك من يقف مع الحق بصدق وإخلاص، وهناك من يتربص بالأمة ويبحث عن ثغرة لينفذ منها. في تلك اللحظة أدرك الجميع أن العلاقة بين المملكة والإمارات ليست علاقة مصالح، بل علاقة دم ومصير، علاقة كتبتها التضحيات وأكدتها المواقف الصلبة في وجه التحديات.
إن الأخوة التي تجلت في اليمن ليست جديدة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من التعاون والتكامل بين الشعبين، تاريخ يشهد على أن السعوديين والإماراتيين كانوا دائماً سنداً لبعضهم البعض، في السلم والحرب، في البناء والدفاع، في مواجهة الأزمات وفي صناعة الإنجازات..وما جرى في اليمن ماهو إلا محطة جديدة في هذا المسار الطويل، محطة أثبتت أن هذه الأخوة لا تهتز أمام المؤامرات ولا تضعف أمام الأكاذيب، بل تزداد قوة وصلابة كلما اشتدت المحن.
لقد حاول الكثيرون أن يشككوا في هذه العلاقة، وأن يزرعوا بذور الفتنة بين الشعبين، لكن الدماء الزكية التي امتزجت على أرض المعركة جاءت لتدحض كل تلك الأوهام، ولتؤكد أن مابين السعوديين والإماراتيين أكبر من أن يُمس أو يُزعزع..فالأخوة التي اختُبرت في ميادين القتال وصمدت أمام التحديات لايمكن أن تهتز أمام حملات التشويه أو محاولات التضليل..بل على العكس، كلما تكاثرت المؤامرات، ازداد هذا الرابط متانة ورسوخاً وكلما اشتدت المحن، ازدادت هذه الأخوة قوة وصلابة.
الحمد لله أن عاصفة الحزم وغيرها من الأحداث جاءت لتضع النقاط على الحروف، ولتُميز بين من يقف مع الحق ومن يساند الباطل..بين من هو ولي حميم يشاركك الهمّ ويقف إلى جانبك، وبين من هو عدو لئيم يتربص بك ويكيد لك..لقد كانت تلك الأحداث بمثابة غربال فرزت به الأمة أصدقاءها من أعدائها، وأظهرت بوضوح أن السعوديين والإماراتيين ليسوا مجرد جيران، بل هم إخوة في الدم والمصير إخوة لا يمكن أن تفرقهم المؤامرات ولا أن تزعزعهم الأكاذيب.
وهكذا فإن ما بين السعوديين والإماراتيين ليس مجرد علاقة بين دولتين، بل هو وحدة بين شعبين، وحدة تشبه ما بين الروح والجسد، وحدة أثبتتها الدماء الطاهرة والتضحيات الجليلة، وستظل بإذن الله راسخة لا تهتز، مهما حاول المدلسون والخصوم أن يشككوا فيها أو أن ينالوا منها.
إن هذه الأخوة التي كتبتها الدماء الزكية ستظل شاهداً على أن الروح لا تنفصل عن الجسد، وأن السعوديين والإماراتيين سيبقون دائماً معاً مهما تغيرت الظروف أو تبدلت الأحوال، لأن ما يجمعهم أكبر من السياسة وأعمق من المصالح.. إنه مصير واحد ومستقبل واحد، يخطه الرجال بدمائهم ويؤكده التاريخ بمواقفه.



