الإمارات في سقطرى.. إنسانية تتحدى الأكاذيب

الإمارات في سقطرى.. إنسانية تتحدى الأكاذيب

جزيرة سقطرى تلك البقعة النادرة التي تجمع بين جمال الطبيعة وخصوصية الموقع لم تكن مجرد جزيرة معزولة في بحر العرب بل كانت ومازالت رمزاً للتنوع البيئي والثراء الطبيعي الذي لا مثيل له..ومع ذلك فإن أهلها عاشوا سنوات طويلة في ظروف صعبة، يفتقرون إلى أبسط الخدمات الأساسية، حتى جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة لتفتح صفحة جديدة في حياة هذه الجزيرة وأهلها، صفحة عنوانها العطاء والدعم الإنساني الصادق.
منذ أن مدت الإمارات يدها إلى سقطرى تغيرت ملامح الحياة هناك بشكل ملموس..المستشفيات التي أنشأتها الإمارات أعادت الأمل للمرضى الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة بحثاً عن علاج، والمدارس التي دعمتها الإمارات فتحت أبواب العلم أمام الأطفال الذين كانوا محرومين من التعليم المنظم..الطرق التي شُقت والموانئ التي جُهزت والمطار الذي أُعيد تأهيله، كلها مشاريع جعلت الجزيرة أكثر اتصالاً بالعالم، وأعطت أهلها فرصة للعيش بكرامة بعيداً عن العزلة التي فرضتها الجغرافيا.
الهلال الأحمر الإماراتي كان حاضراً في كل أزمة مرت بها الجزيرة سواء كانت أعاصير أو فيضانات أو أزمات معيشية لم يتأخر يوماً عن تقديم الغذاء والدواء والمأوى وكان سباقاً إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة..هذه المواقف لايمكن أن تُمحى من ذاكرة أهل سقطرى فهي دليل حي على أن الإمارات لم تأتِ إلا لتخدم الإنسان وتسانده في أوقات الشدة.
لكن وكما هو الحال دائماً هناك من لايحتمل رؤية الخير، ولا يطيق الاعتراف بالنجاح..ميليشيات الإخوان ومن يدور في فلكهم حاولوا تشويه صورة الإمارات، وادعوا أن ما تقدمه من دعم إنساني وتنموي ليس سوى غطاء لمخطط احتلال..هذه الأكاذيب لم تجد لها أرضاً خصبة إلا في إعلام مأجور يسعى لإثارة الفتن وزرع الشكوك، متجاهلاً الحقائق التي يراها كل من يعيش في الجزيرة..الإعلام المعادي يتحدث بلغة الحقد.. بينما الواقع يتحدث بلغة الإنجازات التي لايمكن إنكارها.
أهل سقطرى أنفسهم يعرفون الحقيقة جيداً، فهم من لمسوا بأيديهم أثر المشاريع الإماراتية، وهم من عاشوا الفرق بين الأمس واليوم..شهاداتهم تكفي لإسكات كل الأصوات التي تحاول التشويه لأنهم يرون بأعينهم المدارس التي بُنيت، والمستشفيات التي تعمل، والطرقات التي سهلت حياتهم..هذه الحقائق أقوى من أي دعاية سوداء، وأبقى من أي خطاب كاذب.
الإمارات لم تأت إلى سقطرى بحثاً عن نفوذ سياسي أو مصالح ضيقة، بل جاءت بروح الأخوة العربية، وبإيمان أن خدمة الإنسان واجب لايعرف الحدود..هذا النهج هو مايميز الإمارات، وهو ما جعلها محط احترام وتقدير في كل مكان تصل إليه مساعداتها.
أما الذين يروجون الأكاذيب، فهم في الحقيقة يكشفون عن عجزهم وفشلهم لأنهم لم يقدموا شيئاً يذكر لأهل الجزيرة، واكتفوا بالتحريض والتشويه.
سقطرى اليوم تقف شاهدة على أن العمل الصادق لا يمكن أن يُطمس، وأن من يعمل بإخلاص يظل أثره واضحاً مهما حاول الآخرون التغطية عليه. الإمارات ستبقى في ذاكرة أهل الجزيرة عنواناً للعطاء، بينما سيبقى الإعلام المعادي مجرد صدى لأصوات الحقد التي لاتملك سوى الكلام.
الحقيقة أن الإمارات صنعت فرقاً حقيقياً في حياة الناس، وهذا ما لا يستطيع أي إعلام مغرض أن ينكره مهما حاول.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *