المرأة الإماراتية تصنع التاريخ
المرأة الإماراتية تصنع التاريخ
في أرض لاتعرف التراجع، وتحت سماءٍ تضيء بالعزيمة، وقفت المرأة الإماراتية شامخة، تكتب فصولاً من المجد، وتنسج من طموحها ثوباً من التميز..لم تكن مجرد شريكة في البناء، بل كانت ركيزة في النهضة، وصوتاً للحكمة، ويداً للعطاء.
في كل مجال، وفي كل زاوية من زوايا الوطن، كانت المرأة الإماراتية حاضرة، ترفع اسم بلادها، وتثبت أن الحلم لايعرف جنساً، وأن الإنجاز لايُقاس إلا بالإرادة.
منذ البدايات كانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) النور الذي أضاء طريق النساء واليد التي امتدت لتزرع الثقة في قلوبهن..لم تكن فقط رمزاً للحنان، بل كانت مدرسة في القيادة، ومعلماً في التمكين، ومرجعاً في الإنسانية بحكمتها، فتحت الأبواب، وبعطائها، مهدت الطرق، وبإيمانها، صنعت جيلاً من النساء اللواتي لايعرفن التردد..كانت ترى في كل امرأة مشروعاً للوطن، وفي كل فتاة بذرة للمستقبل، فغرست القيم، وسقت الطموح، واحتضنت الأحلام حتى أينعت.
سمو الشيخة فاطمة لم تكن فقط داعمة للمرأة، بل كانت حاضنة للإنسانية..امتدت مبادراتها إلى كل محتاج، وكل يتيم، وكل أم تبحث عن الأمان..كانت صوتاً للضعفاء، وملاذاً للمهمشين، وملهمة لكل من أراد أن يصنع فرقاً..في كل محفل دولي، كانت صورتها تعكس وجه الإمارات الحقيقي وجه الرحمة، والكرم، والريادة..لم تكن تسعى للظهور، بل كانت تسعى للتأثير، ونجحت في أن تكون قدوة تتجاوز الحدود، وتلهم العالم.
وفي ظل هذا العطاء، برزت أسماء نسائية لامعة، كل واحدة منهن كانت قصة نجاح، وكل إنجاز كان امتداداً لرؤية القيادة..من بينهن، سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي جسدت معنى الرقي في الدعم، والكرم في المبادرة، والحنان في المسؤولية..كانت حاضرة في كل مشروع إنساني، وفي كل مبادرة ثقافية، وفي كل خطوة نحو التقدم..لم تكن فقط سيدة مجتمع، بل كانت روحاً تنبض بالحب، وعقلاً يخطط للمستقبل وقلباً يفيض بالخير.
سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آمنت بأن الثقافة هي جسر الحضارات، وأن الفن هو لغة الشعوب، فدعمت المبدعين، واحتضنت الفنانين، وفتحت نوافذ الإبداع أمام كل من أراد أن يعبّر..كانت ترى في كل لوحة قصة، وفي كل فكرة بذرة، وفي كل مشروع فرصة لتجميل الحياة..كرمها لم يكن مادياً فقط، بل كان معنوياً، يرفع المعنويات، ويمنح الثقة، ويعيد الأمل لمن فقده.
وفي ظل هذا المناخ الداعم، ظهرت أسماء نسائية إماراتية أبهرت العالم مثل الدكتورة مريم مطر، التي قادت جهوداً طبية رائدة في مجال الجينات، وساهمت في رفع الوعي الصحي في المجتمع. ومثل سارة الأميري التي قادت فريق (مسبار الأمل) إلى المريخ، لتثبت أن المرأة الإماراتية لاتعرف حدوداً وأن طموحها يصل إلى الفضاء.
كما برزت نورة الكعبي، التي حملت الثقافة الإماراتية إلى العالم، وكانت صوتاً للحوار، وجسراً للتواصل..وظهرت ريم الهاشمي، التي أبهرت العالم في تنظيم (إكسبو 2020) وكانت مثالاً للقيادة الهادئة، والإنجاز الصامت، والتخطيط الذكي..وغيرهن كثيرات، كل واحدة منهن كانت نجمة في سماء الوطن، تضيء الطريق، وتكتب التاريخ.
المرأة الإماراتية اليوم ليست فقط حاضرة، بل هي قائدة، ومبدعة، ومؤثرة..هي الطبيبة التي تعالج، والمعلمة التي تربي، والمهندسة التي تبني، والوزيرة التي تقرر..هي الأم التي تزرع القيم، والزوجة التي تشارك المسؤولية، والابنة التي تحمل الحلم..هي كل شيء لأنها وجدت من يؤمن بها ويدعمها ويمنحها المساحة لتكون كما تريد.
الإمارات بفضل قيادتها، وبفضل نسائها، أصبحت نموذجاً عالمياً في تمكين المرأة، وفي تحويل الطموح إلى واقع..وما كان ذلك ليحدث لولا وجود نساء مثل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وسمو الشيخة سلامة بنت حمدان، اللواتي لم يكتفين بالقول بل قدن بالفعل وغيّرن الواقع، وصنعن مجداً لا يُنسى.



