الإمارات لا تعبأ بالصراخ

الإمارات لا تعبأ بالصراخ

في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات المرتجفة وتُصاغ فيه الأكاذيب على عجل.. تقف الإمارات العربية المتحدة بثبات، لا تهتزّ أمام الضجيج، ولاتنحني أمام حملات التشويه.
ما يُنشر من بعض الجزائريين على منصات التواصل الاجتماعي ليس إلا غباراً في مهب الريح ومحاولة يائسة لتشويه صورة دولة اختارت أن تكون في صف الحق، لا في صف التردد.
الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه لم يكن قراراً عشوائياً، بل موقفاً نابعاً من فهم عميق للتاريخ، ومن احترام لإرادة شعب، ومن إيمان بأن وحدة الأوطان لا تُساوم.
الإمارات، التي لطالما وقفت مع الأشقاء، لم تكن لتتردد في إعلان دعمها للمغرب، لأن الحق لايحتاج إلى تبرير، ولا إلى إذن من أحد.
الهجوم الذي شنّه بعض الجزائريين على الإمارات، لم يكن موجهاً ضد موقف سياسي، بل كان محاولة للنيل من دولة أثبتت أنها لاتُدار بالعواطف، بل بالعقل، ولاتُغيّر مواقفها تحت الضغط، بل تُبنى على المبادئ وأن تُتهم الإمارات بأنها تسعى للفتنة، أو أنها تتدخل في شؤون الآخرين، فذلك لا يدل إلا على ضيق في الأفق، وعجز عن تقبّل الحقيقة.
الصحراء مغربية، كانت وستبقى، لا لأن الإمارات قالت ذلك، بل لأن التاريخ قاله، والجغرافيا أثبتته، والشعب المغربي دافع عنه بدمه، وصبره، وإيمانه..من يشكك في مغربية الصحراء، يشكك في إرادة شعب، وفي وحدة وطن، وفي شرعية تاريخية لا تُمحى. ومن يهاجم الإمارات لأنها قالت الحقيقة، فهو لايهاجمها وحدها، بل يهاجم كل من يرفض الانفصال، ويؤمن بوحدة الشعوب.
الإمارات لاترد على الشتائم، ولا تنجرّ إلى المهاترات، بل تردّ بالفعل، بالثبات، بالاستمرار في دعم الأشقاء، وبالوقوف إلى جانب من يستحق..من يظن أن الإمارات ستتراجع عن موقفها بسبب تغريدة هنا أو تصريح هناك، فهو لا يعرف الإمارات، ولا يعرف كيف تُبنى الدول التي تحترم نفسها.
الذين يهاجمون الإمارات اليوم، هم أنفسهم من يتجاهلون مشاكلهم الداخلية، ويبحثون عن خصم خارجي يعلّقون عليه إخفاقاتهم..لكن الإمارات لاتُعنى بهذه الأساليب، ولا تُعيرها اهتماماً، لأنها تعرف أن من يصرخ كثيراً، يخفي ضعفاً، وأن من يهاجم بلا منطق، يهرب من مواجهة الذات.
الصحراء ليست ورقة تفاوض، ولا قضية إعلامية، بل هي جزء من جسد المغرب، لايُفصل، ولا يُناقش..والإمارات، حين أعلنت موقفها، كانت تقول ما يجب أن يُقال، لا مايُرضي الآخرين..ومن يظن أن الحق يُغيّر بالهجوم، فهو كمن يحاول أن يطفئ الشمس بكفه.
الإمارات تمضي في طريقها، لاتلتفت إلى الضجيج، ولا تتوقف عند الشتائم..هي تعرف من تكون، وتعرف من معها، وتعرف أن التاريخ لايُكتب بالصراخ، بل يُكتب بالمواقف، وبالصدق، وبالوقوف إلى جانب الحق.
الصحراء مغربية، والإمارات قالتها، وستظل تقولها، لأن الحق لا يتغير، مهما علا الصراخ، ومهما كثرت الأكاذيب..ومن أراد أن يختلق خصومة، فليختلقها بعيداً، لأن الإمارات لا تُعنى بالصغائر، ولا تُهزم بالكلمات..هي دولة تعرف حجمها، وتعرف موقعها، وتعرف أن من يهاجمها اليوم، سيعود غداً ليطلب ودّها، لأن الحقيقة لا تُهزم، والمواقف لا تُشترى، والكرامة لا تُباع.
الصحراء مغربية، والإمارات تعرف ذلك، وتؤمن به، وتدعمه، لا خوفاً، ولا مجاملة، بل لأن الحق لا يُخجل، ولأن الوقوف مع الأشقاء واجب لايُساوم عليه.
ومن يظن أن الأكاذيب ستغيّر الحقائق، فهو كمن يحاول أن يحجب السماء بغيمة عابرة.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *