دبلوماسية تكتب مجد الإمارات

دبلوماسية تكتب مجد الإمارات

حين يُذكر اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لايُستحضر فقط قائدٌ سياسي، بل تُستحضر مدرسة في الحنكة، وفلسفة في القيادة، ونهجٌ في بناء التوازن وسط العواصف..هو ليس مجرد رجل دولة، بل رجل مرحلة، استطاع أن يعيد تشكيل ملامح المنطقة، لاعبر الشعارات، بل عبر الفعل المدروس، والقرار الذي لايُتخذ إلا بعد أن يُوزن بميزان الحكمة.
منذ سنوات، والإمارات تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، لكن ما لايُقال كثيراً هو أن هذه الخطى لم تكن دائماً على أرضٍ ممهدة..كانت هناك مطبّات.. مؤامرات، محاولات لزعزعة الاستقرار، لكن خلف الكواليس كان هناك عقل لاينام، يقرأ المشهد، ويعيد ترتيب الأولويات، ويُغلق الثغرات قبل أن تُفتح..ذلك العقل هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.
دبلوماسيته لاتُقاس بعدد اللقاءات أو الصور الرسمية، بل تُقاس بقدرة الإمارات على أن تكون طرفاً موثوقاً في أصعب الملفات، وبقدرتها على أن تجمع بين المتناقضات دون أن تفقد هويتها.. هو من القلائل الذين يفهمون أن السياسة ليست فقط إدارة المصالح، بل أيضاً حماية الأرواح، وصون الأوطان، وكبح جماح الفوضى قبل أن تتحول إلى نارٍ تأكل الأخضر واليابس.
حين تمددت الميليشيات، وتسللت الجماعات الإرهابية إلى مفاصل بعض الدول، لم يقف سموه الكريم متفرجاً ينتظر حتى تصل النيران إلى عتبة بيته.. بل تحرك، دعم، ساند، ووقف مع من اختاروا طريق الدولة لاطريق الفوضى..لم يكن ذلك التدخل رغبة في الهيمنة، بل كان موقفاً أخلاقياً نابعاً من إيمانٍ عميق بأن أمن المنطقة
لايتجزأ، وأن انهيار دولة واحدة قد يفتح أبواباً لاتُغلق لعقود.
لكن حين يُحارب الإرهاب، لايُصفق الجميع..هناك من يرى في ذلك تهديداً لمصالحه، وهناك من يقتات على الفوضى، ويستثمر في الدم..هؤلاء لم يجدوا وسيلة لإيقاف هذا الرجل العظيم سوى الأكاذيب..فبدأت حملات التشويه، وتكاثرت الروايات المفبركة، وتحوّلت المنصات المأجورة إلى مصانع للزيف..كل ذلك لأنهم عجزوا عن مواجهته في الميدان، فلجأوا إلى الحرب النفسية.
ما لا يدركه هؤلاء أن الشيخ محمد بن زايد لايهزم بالكلمات..هو من القادة العظام الذين لايردّون على الشتائم، بل يردّون بالإنجاز..وكلما حاولوا تشويهه، ازداد احترام الشعوب له..وكلما روّجوا الأكاذيب، ازداد يقين الناس بأنه يسير في الطريق الصحيح..فالقائد الذي يُحارب الإرهاب، ويمنع انهيار الدول، ويُعيد بناء الجسور بين الشعوب، لايُقاس بما يُقال عنه، بل بما يفعله الإمارات اليوم ليست فقط دولة ناجحة اقتصادياً بل أيضاً لاعب سياسي ناضج، يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، ومتى يتدخل ومتى ينسحب..وهذا النضج لم يكن صدفة، بل كان نتيجة سنوات من القيادة الحكيمة، التي لم تكتفِ بإدارة الداخل، بل امتدت لتكون جزءاً من الحل في الخارج.
الذين يهاجمون الشيخ محمد بن زايد، لايفعلون ذلك لأنه أخطأ بل لأنهم فشلوا في أن يكونوا مثله..الحقد ليس على شخصه فقط، بل على النموذج الذي يمثله..نموذج الدولة التي لاتركع، والقائد الذي لايساوم والسياسة التي لاتُباع ولا تُشترى.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *