الإمارات سند السودان الحقيقي

الإمارات سند السودان الحقيقي

في زمنٍ تتكالب فيه الأزمات على الشعوب، وتزداد فيه الحاجة إلى المواقف النبيلة تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كواحة من الكرم والمروءة، تمد يدها للسودان في لحظات عصيبة، دون منّ أو أذى، بل بدافعٍ إنساني خالص، نابع من قيمٍ عربية أصيلة.
لم يكن الدعم الإماراتي للسودان وليد لحظة، بل هو امتدادٌ لعلاقة تاريخية متجذرة، تقوم على الأخوة والتضامن، لا على المصالح الضيقة أو الأجندات الخفية.
منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في السودان، سارعت الإمارات إلى إرسال المساعدات الطبية والإنسانية، وشحنات الغذاء والدواء، وفرق الإغاثة التي عملت بصمت وتفان بعيداً عن الأضواء، لأن الهدف لم يكن التفاخر، بل التخفيف من معاناة شعب شقيقٍ يئن تحت وطأة الحرب. المستشفيات الإماراتية الميدانية التي أُنشئت في مناطق النزاع، كانت شاهداً على هذا العطاء، حيث عالجت آلاف المصابين، وقدّمت الرعاية للنساء والأطفال، دون تمييز أو شروط.
لكن، وكما هي العادة حين يسطع نور الحق، يخرج من الظلال من يحاول طمسه..ظهرت أصوات مأجورة، تردد أكاذيب عن تدخل عسكري إماراتي في السودان، وتنسج روايات لا أساس لها من الصحة، مدفوعةً بأجندات حزبية، وأوامر من ميليشياتٍ لاتعرف من الوطنية إلا اسمها. هؤلاء لايهمهم السودان، ولايهمهم شعبه، بل يسعون لتأجيج الفتنة، وتشويه كل يد تمتد بالخير، لأنهم لايعرفون إلا لغة التحريض والكراهية.
من المؤسف أن تُحرف الحقائق بهذا الشكل، وأن يُتهم من يُسعف الجرحى بأنه يطلق النار، ومن يُطعم الجائع بأنه ينهب، ومن يُداوي المريض بأنه يتآمر..لكن الإمارات، بقيادتها الحكيمة، لاتلتفت لهذه الترهات، ولاتنجر وراء المهاترات فهي تعرف طريقها جيداً، وتسير فيه بثبات، لأنها تؤمن أن العمل الإنساني لايحتاج إلى تبرير ولا إلى تصفيق، بل إلى نية صادقة، وعزيمة لاتلين.
وفي قلب هذه المواقف النبيلة، يبرز اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائداً لايعرف إلا لغة الفعل، رجلٌ تتحدث عنه الأفعال قبل الأقوال، وتُشهد له المواقف قبل التصريحات. هو من آمن بأن العروبة ليست شعاراً، بل مسؤولية، وأن الأخوة لا تُقاس بالكلمات، بل بالمواقف في وقت الشدة..تحت قيادته، أصبحت الإمارات نموذجاً في الإنسانية، ومرجعاً في الحكمة، ومنارةً في التسامح.
الشيخ محمد بن زايد لايسعى إلى مجد شخصي، ولا إلى تصدر المشهد، بل يعمل بصمت ويترك الأثر يتحدث عنه..في كل أزمة تمر بها الأمة، يكون في الصفوف الأولى لاليأمر، بل ليبادر..
لاليُظهر القوة، بل ليُظهر الرحمة.
السودان اليوم يشهد لهذا الرجل، كما شهدت له شعوب كثيرة من قبل، بأنه قائدٌ من طراز نادر، يجمع بين الحزم والرحمة، وبين الرؤية والبصيرة.
ختاماً
سيبقى صوت الحق أعلى من كل افتراء، وستبقى الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد، سنداً لكل من يحتاج لاتعبأ بالحاقدين، ولاتتوقف أمام الصغائر..لأن من يعمل للإنسانية، لايضيع وقته في الرد على من باعوا ضمائرهم بثمن بخس.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *