هيئة تنظيم الإعلام تحمي المجتمع

هيئة تنظيم الإعلام تحمي المجتمع

في زمننا الحالي لم يعد الإعلام مجرد شاشة تلفزيون أو صحيفة ورقية بل صار فضاء مفتوحاً يشارك فيه الجميع..أي شخص يحمل (جوالاً) يستطيع أن يكتب ويصور، أو يشارك رأياً يصل إلى آلاف وربما ملايين الناس في لحظات.
هذه الحرية الكبيرة تحمل جانباً إيجابياً بلا شك لكنها في الوقت نفسه تضع أمامنا تحديات خطيرة..لأن المحتوى لم يعد يمر دائماً عبر بوابات مسؤولة أو جهات تدقق فيه قبل نشره. وهنا تظهر أهمية الوعي الفردي، وأهمية وجود مؤسسات تضبط هذا الفضاء حتى لايتحول إلى ساحة للفوضى أو التضليل.
هيئة تنظيم الإعلام في مملكتنا الحبيبة أدركت هذه الحقيقة، ولذلك نراها تحذر بشكل مستمر من الانجراف وراء الهاشتاقات المشبوهة التي قد تبدو في ظاهرها مجرد نقاش أو حتى ترفيه، لكنها في حقيقتها قد تكون وسيلة لنشر الشائعات أو إثارة الفتن..المشاركة في مثل هذه المساحات ليست مجرد خطأ عابر، بل قد تؤدي إلى نتائج خطيرة على المجتمع كله..لذلك من المهم أن يكون كل فرد واعياً وأن يتجنب الدخول في هذه الدوائر وأن يتوجه مباشرة إلى الجهات المختصة إذا واجه محتوى مخالف أو مشبوه.
الأمر لايتوقف عند الهاشتاقات فقط بل يمتد إلى المساحات الصوتية التي انتشرت في بعض المنصات..هذه المساحات قد تبدو فرصة للحوار، لكنها في بعض الأحيان تتحول إلى منابر لنشر أفكار غير مسؤولة أو معلومات غير دقيقة..هيئة تنظيم الإعلام شددت على ضرورة الابتعاد عنها إذا كانت مشبوهة، لأن المشاركة فيها قد تمنحها شرعية أو تزيد من انتشارها.
ومن التحذيرات المهمة أيضاً عدم الانجرار وراء النصائح التي تؤجج المجتمع..هناك من يقدم نفسه وكأنه صاحب رأي أو خبرة، لكنه في الحقيقة يسعى لإثارة الناس أو دفعهم نحو مواقف متشنجة..هذه النصائح قد تبدو جذابة للبعض، لكنها تحمل في داخلها بذور الفوضى..المجتمع السعودي قائم على التماسك والاحترام، وأي محاولة لزعزعة هذا التماسك يجب أن تُواجه بالوعي والالتزام بالقوانين.
اليوم الإعلام أصبح بيد الجميع، وهذه حقيقة لايمكن إنكارها..لكن امتلاك القدرة على النشر لايعني أن كل ما يُنشر صحيح أو مسؤول لذلك لابد من ضبط هذا الفضاء، ليس بهدف تقييد الناس، بل لضمان أن يكون المحتوى الذي يصل إلى المجتمع محتوى نافع، مبني على الحقائق، بعيد عن التضليل.
وزارة الإعلام بقيادة معالي الوزير الأستاذ سلمان الدوسري تعمل في هذا الاتجاه بشكل واضح. الوزارة لم تكتفِ بالتحذير أو التوجيه، بل واكبت رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية التي يقودها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والتي تهدف إلى بناء مجتمع واع وحيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح..الإعلام جزء أساسي من هذه الرؤية، لأنه أداة للتثقيف والتواصل، وإذا لم يكن مضبوطاً ومسؤولاً فإنه قد يتحول إلى عائق أمام تحقيق الأهداف.
جهود الوزارة وهيئة تنظيم الإعلام تعكس حرص الدولة على أن يكون الإعلام أداة بناء..هناك متابعة دقيقة للمحتوى، وهناك حملات توعية، وهناك تعاون مع مختلف الجهات لضمان أن يكون الفضاء الإعلامي في المملكة آمناً ومسؤولاً.
هذه الجهود لايمكن أن تنجح وحدها، بل تحتاج إلى وعي المجتمع..إلى أن يدرك كل مواطن ومقيم أن الالتزام بالقوانين ليس خياراً بل واجب.
الأمير محمد بن سلمان قائد الرؤية وصاحب الطموح الكبير، وضع الإعلام ضمن أولويات التحول الوطني..مدح سموه الكريم هنا ليس مجرد كلمات بل هو إقرار بجهوده في جعل المملكة نموذجاً عالمياً في التعامل مع الإعلام الحديث..تحت قيادته، أصبحت المملكة أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأكثر وعياً بأهمية الإعلام كأداة للتأثير والبناء.
اخيراً أحب أن اقول:
الإعلام سلاح ذو حدين.يمكن أن يكون وسيلة للتنوير والتثقيف، ويمكن أن يكون أداة للتضليل إذا أسيء استخدامه..مسؤوليتنا جميعاً أن نختار الوجه الصحيح لهذا السلاح، أن نبتعد عن الهاشتاقات المشبوهة، أن نتجنب المساحات الصوتية غير الآمنة، أن لا ننجر وراء النصائح المؤججة، وأن نلتزم بالقوانين..بهذه الطريقة نضمن أن يكون الإعلام في خدمة الوطن، وأن يظل أداة لبناء المستقبل الذي نطمح إليه تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ورؤية المملكة 2030.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *