السعودية توقف نزيف غزة
السعودية توقف نزيف غزة
 
						في لحظة فارقة من تاريخ الشرق الأوسط خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليعبّر عن شكره العميق للمملكة العربية السعودية مشيداً بدورها الحيوي في التوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب الدامية في قطاع غزة.
لم يكن هذا الشكر مجرد مجاملة دبلوماسية بل اعتراف صريح بجهود المملكة التي استطاعت عبر تحركاتها السياسية الهادئة والفعالة أن تفتح نافذة أمل في جدار الأزمة الفلسطينية الممتدة لعقود.
السعودية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لعبت دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، مستندة إلى إرث طويل من الدعم الثابت للقضية الفلسطينية..الأمير المجدد والملهم الذي أثبت قدرته على الجمع بين الحزم والرؤية لم يتعامل مع الملف الفلسطيني كعبء سياسي بل كقضية إنسانية وأخلاقية تستحق أن تكون في صدارة أولويات المنطقة عبر اتصالات مكثفة مع القوى الإقليمية والدولية استطاع أن يحشد دعماً واسعاً لخطة السلام مؤكداً أن أمن الفلسطينيين لايمكن أن يكون ورقة تفاوض بل حق أصيل يجب أن يُصان.
. منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – طيّب الله ثراه – كانت القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان القيادة السعودية..لم تكن مجرد موقف سياسي، بل التزام تاريخي تجدد مع كل ملك تولى الحكم. من الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي ربط النفط بالعدالة إلى الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي دعم المبادرات العربية وصولاً إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله بنصره – الذي أكد مراراً أن فلسطين هي القضية المركزية للعرب ظل الموقف السعودي ثابتاً لايتغير مهما تبدلت الظروف.
. اليوم تأتي جهود المملكة في غزة كامتداد طبيعي لهذا التاريخ..السعودية لم تكتف بإدانة العنف بل تحركت على الأرض مستخدمة أدواتها الدبلوماسية بحكمة لوقف نزيف الدم الفلسطيني. عبر التنسيق مع القوى الكبرى، والضغط على الأطراف المتصارعة وساهمت في وقف إطلاق النار وتأمين ممرات آمنة للمدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.لم يكن الهدف مجرد تهدئة مؤقتة، بل خلق بيئة تسمح بإعادة بناء الثقة، والانطلاق نحو حل دائم.
اللافت في هذه المرحلة هو أن المملكة لم تطرح نفسها كوسيط محايد فحسب، بل كداعم حقيقي لمشروع إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب جيرانها..هذا الموقف لم يكن وليد اللحظة بل نتيجة تراكمات من العمل السياسي والإنساني الذي جعل من السعودية صوتاً عقلانياً في زمن الانفعالات..وقد وجدت هذه الجهود صدى واسعاً في المجتمع الدولي، حيث رحبت الأمم المتحدة والعديد من الدول الكبرى بالمبادرة السعودية، معتبرين أنها تمثل فرصة نادرة لكسر دائرة العنف.
ترامب الذي يتفاعل مع قضايا المنطقة باهتمام عبّر هذه المرة عن تقديره للمملكة العربية السعودية ربما أدرك أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون دور سعودي فاعل وأن الرياض بما تملكه من ثقل سياسي وروحي، قادرة على تغيير المعادلة..شكره العلني لم يكن مجرد إشادة، بل اعتراف بأن السعودية نجحت فيما عجز عنه كثيرون.
في النهاية
 تبقى القضية الفلسطينية اختباراً حقيقياً لضمير العالم..والمملكة بقيادتها الحكيمة أثبتت أنها لاتتهرب من هذا الاختبار بل تواجهه بشجاعة ومسؤولية..وبينما تتطلع الشعوب إلى مستقبل أكثر عدالة تظل مملكتنا الحبيبة حاضرة لاتكتفي بالكلمات بل تصنع الفارق بالفعل.
 
					


