الحب الأعمى
الحب الأعمى

مضت ساعة ومازلت عاجزاً عن كتابة عبارة واحدة؟ وكلما حاولت التركيز أجد أنني كالقطار الذي تجاذبته سكك حديدية مختلفة ومن كل الجهات فلا يعلم أي طريق يسلك وربما كان القطار أرحم حالاً من عقلي الذي لايستطيع أن يتبين أو حتى يشعر بالأفكار التي حولها الشتات الى فوضى عارمة؟
أما الثقل الذي أشعر به فوق رأسي فهو الآخرلايتيح لي فرصة جمع شتات نفسي بل يزيدني تفككاً وضياعاً..أما عيناي اللتين لا استطيع أن أفتحهما جيداً فهما تجراني جراً الى سراديب النوم..
أنا اعرف الدواء الذي يصلح حالي؟ أعرف الدواء الذي يعالج ثقل رأسي وضياع عقلي وعيني النائمتين؟ لكن أرفض أن أستخدم هذا الدواء؟ أرفض أن أستسلم بعد أول حدث التقي به؟ لابد من الصبر والتحمل ولابد من المحاولة تلو الاخرى للتغلب على الصعاب الناتجة من إتخاذ القرارات الحاسمة؟
أعلم ان كل مشاعري معها؟ وكل أحاسيسي تناديها؟ فها هوعقلي يبكي فقدانها..وهاهو قلبي يتوجع لفراقها وهاهي عيناي تتمنيان اللقاء بها؟
وهذا الحب الجارف الى هذه الساحرة يتعبني ويقلق راحتي ويصيبني بالجنون.
من الافضل لي أن يستمر هذا الفراق بيني وبينها لأن حبي لها قاتل ومدمر ومن الجنون أن أوافق على العودة الى براثنه من جديد.. لكن هذا التعلق الكبير من جانبي لهذه (الحسناء القاتلة) يهدد قراري الحاسم بالفشل الذريع.
كنت أتصور أن الفراق بيننا سوف يعمل على إصلاح كل الأعطال الفكرية والإجتماعية التي سببها حبها اللدود لكني أكتشفت أن فراقها قد زاد الطين بله وأشعر أن حياتي كلها اصبحت معطلة وأشعر بالوهن والضياع والأفكار التي لاترحم..وأجد نفسي عاشقاً للطعام والنوم؟
ورغم ذلك لا أريد أن أعالج المر بالمر أو الخطأ بالخطأ..هكذا كنت مصمماً على المضي قدماً رغم كل الصعاب التي واجهتني وستواجهني وأتخذت قراراً بيني وبين نفسي أن اكون كالجبل الأشم الذي لاتهزه الرياح او العواصف وأن أصبر حتى أنال ما أبتغيه من وراء الصبر؟
لكن وبعد 6 أيام و9 ساعات و30 دقيقة..لم يعد بإمكان الجبل الأشم الإستمرار في الصبر..لم يعد بإمكاني المضي قدماً حتى نهاية الطريق فبعد هذه الأيام الستة والساعات التسع والدقائق الثلاثين أنصهر كل شي..وذاب كل شي ووجدت نفسي أهرول الى اقرب (محل) لأحضر ست الحسن والدلال وصاحبة الأمر(السيجارة) أفعى في شكل قرطاس وسمها يصيب كل الناس.. وبعد تدخين علبه كاملة خلال ساعات قليلة عادت كل الأمور الى حالتها الأولى أختفى الثقل والنعاس والدوخة والكسل..وعاد النشاط مصحوباً بالكحة والسعال والأرق..أشعر أن الشيطان قد أستعاد فرحته المفقودة حال أستسلامي فقد كان يناشدني طوال تلك الايام أن اعود الى السيجارة الى حيث (الراحة والمتعة) وكنت وقتها أصده لكنه في النهاية أستطاع هزيمتي.
لن يستمر أستسلامي هذا الى الأبد ربما كان تاسع أوعاشر أستسلام لكنه لن يكون الأخير..
سأعود مرة أخرى لرفع راية العصيان من جديد وبقلب من حديد. قولوا آآآآمين.