الإمارات والسعودية..وحدة المصير ورجال العهد

الإمارات والسعودية..وحدة المصير ورجال العهد

حين تناهى إلى الأسماع خبر إصابة الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان أثناء مشاركته في صفوف قوات التحالف العربي عام 2017 كان وقع ذلك الخبر أشبه بصدمة هزت القلوب، ليس لكونه مجرد إصابة، بل لأنه جسّد صورة أبناء الإمارات الذين يضعون أرواحهم على خط النار دفاعاً عن الحق ونصرةً للأشقاء..لقد كان موقفاً يختصر معنى الشجاعة والإيثار ويؤكد أن القيادة الحقيقية تُصنع في ساحات الميدان لا على المنابر.
تابعت الأخبار حينها بقلق لايفارقني، أترقب أي بارقة أمل تطمئنني على صحته، حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه يمشي بخطوات ثابتة، وقد منّ الله عليه بالشفاء..تلك اللحظة لم تكن عادية كانت فرحة ممزوجة بالفخر والامتنان، شعور بأن رجلاً كتب اسمه في سجل المجد بدمه وتضحياته، ثم عاد ليواصل مسيرة العطاء بروح أقوى وإرادة أصلب.
الشيخ زايد بن حمدان لم يكن مجرد قائد شاب، بل رمز لجيل كامل تربى على قيم الولاء والانتماء، جيل أدرك أن الوطن يستحق أن يُبذل في سبيله الغالي والنفيس..مواقفه امتداد لإرث زايد الكبير، وغرس من غراس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي يقود الإمارات بحكمة وصلابة، ويزرع في شبابها روح المسؤولية والالتزام.
وفي تلك الفترة، كان موقف الشيخ محمد بن زايد مؤثراً بعمق، إذ أظهر للعالم أن الإمارات قيادةً وشعباً تقف صفاً واحداً خلف أبنائها، وأنها لاتترك أحداً يواجه مصيره منفرداً..دعمه لابن أخيه لم يكن مجرد موقف عائلي، بل تجسيد لوحدة البيت الإماراتي وقوة الدولة التي لا تهتز أمام التحديات.
ذلك الحادث كشف أن التضحية ليست شعاراً يُرفع، بل حقيقة يعيشها رجال الإمارات والسعودية في الميدان، وأن الدماء التي امتزجت في ساحات القتال دليل على وحدة المصير والموقف..رجال البلدين يسيرون على العهد، متمسكين بالقيم التي تربوا عليها، مدركين أن أمن الخليج العربي لايتجزأ، وأن التحديات الكبرى تحتاج إلى رجال أوفياء لا يعرفون التراجع.
مشهد الشيخ زايد بن حمدان وهو يتعافى ويعود إلى الحياة الطبيعية كان رمزاً لهذه الوحدة، وإشارة إلى أن التضحية تصنع المستقبل، وأن الإيثار يفتح أبواب النصر..فرحتي بشفائه لم تكن شخصية فحسب بل فرحة وطنية خليجية، لأن عودته تعني أن رمزاً من رموز التضحية قد عاد ليواصل مسيرة العطاء.
الإمارات التي أنجبت رجالاً مثل الشيخ زايد بن حمدان و الشيخ محمد بن زايد أثبتت أنها دولة قادرة على مواجهة أصعب الظروف بروح لاتنكسر، وأن القيادة والشعب على قلب واحد.
لقد علمتنا تلك التجربة أن التضحية طريق المجد، وأن الإيثار سر القوة، وأن وحدة السعودية والإمارات هي الضمانة الكبرى لمستقبل المنطقة.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *