من يهاجم الإمارات يطعن في السعودية
من يهاجم الإمارات يطعن في السعودية
في المشهد الخليجي كثير من الأصوات تحاول أن تزرع الشكوك وتثير الفتن بعضها يخرج متخفياً خلف أسماء سعودية لكنه في الحقيقة لا يمثل السعودية ولايعكس قيمها ولا مواقفها.
هؤلاء يختارون الإمارات هدفاً للهجوم، يسيئون إليها ويطعنون في قادتها ويطلقون اتهامات لا أساس لها من الصحة، لكن المتأمل في خطابهم يدرك أن الغاية الحقيقية ليست أبوظبي بل الرياض نفسها.
من يهاجم الإمارات اليوم إنما يحاول أن يطعن في السعودية بطريقة ملتوية، فهو يظن أن الإساءة إلى الإمارات ستُفهم على أنها إساءة إلى خيارات السعودية وتحالفاتها وأن التشكيك في سياسات أبوظبي سيُقرأ على أنه تشكيك في رؤية الرياض. هذه الحيلة تكشف عن خوف أصحابها وعجزهم، فهم لا يجرؤون على مواجهة السعودية مباشرة فيلجؤون إلى مهاجمة أقرب حلفائها.
العلاقة بين السعودية والإمارات ليست علاقة عابرة أو ظرفية، بل هي علاقة تاريخية تقوم على الثقة والمصير المشترك..من يتابع مسار الأحداث يدرك أن البلدين وقفا جنباً إلى جنب في أصعب المراحل وتشاركا في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، وتوحّدت مواقفهما في ملفات إقليمية ودولية كثيرة..لذلك فإن أي محاولة للنيل من الإمارات هي في حقيقتها محاولة للنيل من السعودية لأنهما يسيران في خط واحد ويشكلان معاً ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة.
الهجوم على الإمارات لا يضر الإمارات وحدها، بل يكشف عن نوايا خبيثة تجاه السعودية أيضاً. هؤلاء الذين يدّعون أنهم سعوديون يتجاهلون أن الإمارات كانت سنداً قوياً للمملكة في مختلف الميادين، وأنها دعمت مواقفها وشاركتها في تحالفات مصيرية..تجاهل هذه الحقائق لا يمكن أن يكون بريئاً، بل هو جزء من خطاب يسعى إلى ضرب وحدة الصف الخليجي وتشويه صورة السعودية عبر الإساءة إلى شركائها.
من اللافت أن هذه الحملات لا تجد صدى داخل المجتمع السعودي الحقيقي، فالمواطنون يعرفون قيمة الإمارات ويقدّرون دورها، ويعون أن العلاقة بين البلدين علاقة أخوة وشراكة لا يمكن أن تهتز..لذلك فإن هذه الأصوات تبقى معزولة وتفشل في تحقيق أهدافها، لأنها لا تمثل إلا نفسها أو الجهات التي تحركها من وراء الستار.
السعودية تدرك تماماً أن هذه الحملات ليست سوى محاولات يائسة، وأنها لا تعكس موقف الشعب ولا توجه الدولة..الإمارات بالنسبة للسعودية ليست خصماً ولا منافساً، بل شريكاً في بناء المستقبل، وحليفاً في مواجهة التحديات. ومن يحاول زرع الفتنة بينهما إنما يكشف عن ضعفه، لأن التحالف السعودي الإماراتي أثبت قوته في مختلف المجالات من السياسة إلى الاقتصاد إلى الأمن.
إن من يهاجم الإمارات اليوم يفضح نفسه أمام الجميع، لأنه يكشف عن خوفه من قوة هذا التحالف وعن عجزه أمام نجاحاته..هؤلاء لايملكون سوى الكلمات.. بينما يملك البلدان مشاريع عملاقة ورؤى استراتيجية وتحالفات راسخة..لذلك فإن كل ما يقال ضد الإمارات لايعدو كونه محاولة للنيل من السعودية عبر طريق ملتوي لكنه طريق مسدود لا يؤدي إلى شيء.



