غزة تروي قصة العطاء الإماراتي
غزة تروي قصة العطاء الإماراتي
منذ سنوات طويلة ظل اسم الإمارات مرتبطاً بالفعل الإنساني الذي يتجاوز الحدود ويترجم القيم إلى مبادرات ملموسة..وفي قضية غزة تحديداً، لم يكن حضور الإمارات مجرد موقف عابر، بل كان التزاماً راسخاً جعلها أكبر مانح للقطاع، حيث شكلت مساعداتها ما يقارب أربعين في المئة من إجمالي ما وصل من دعم عالمي.
هذا الرقم ليس مجرد إحصاء، بل هو انعكاس لرؤية إنسانية ترى أن الوقوف إلى جانب الشعوب في أوقات الأزمات واجب لا يمكن التراجع عنه.
المساعدات الإماراتية لغزة اتخذت أشكالاً متعددة، فلم تقتصر على الغذاء والدواء، بل امتدت إلى مشاريع تنموية أساسية..فقد ساهمت الإمارات في إعادة بناء المستشفيات التي دُمرت، وفي تجهيز المدارس التي تُعد الأمل الوحيد لأجيال جديدة تبحث عن مستقبل أفضل، كما دعمت توفير الطاقة الكهربائية التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية..هذه الخطوات لم تكن مجرد استجابة طارئة، بل كانت رؤية شاملة تهدف إلى تحسين حياة الفلسطينيين بشكل مستدام، وتخفيف آثار الحصار الذي يثقل كاهلهم.
ورغم وضوح هذه الحقائق، لم تسلم الإمارات من حملات التشويه التي يقودها الذباب الإلكتروني وميليشيات الإخوان الذين اعتادوا أن يهاجموا كل فعل إيجابي محاولين طمس الحقائق عبر الأكاذيب والافتراءات..هذه الحملات لاتعكس سوى عجز أصحابها عن تقديم أي مساهمة حقيقية، إذ يكتفون بالخطابات والشعارات، بينما تواصل الإمارات العمل بصمت، وترد بالأفعال
لابالأقوال..فبينما ينشغل الآخرون بالجدل تصل القوافل الطبية والإنسانية إلى غزة وتُفتتح مشاريع جديدة تخدم الناس مباشرة لتؤكد أن الحقائق على الأرض أقوى من أي خطاب دعائي.
هذا النهج يعكس فلسفة إماراتية واضحة، تقوم على أن الإنجاز الحقيقي لا يحتاج إلى تبرير، بل يظهر أثره في حياة الناس..فعندما يرى سكان غزة مدرسة جديدة بُنيت بتمويل إماراتي، أو مستشفى مجهز يعيد الأمل للمرضى، فإن ذلك يشكل الرد الأبلغ على كل محاولات التشويه. الأفعال هنا تتحدث بصوت أعلى من أي كلمة وتؤكد أن الإمارات لا تبحث عن مجد إعلامي بل عن أثر إنساني حقيقي يلمسه الناس في حياتهم اليومية.
كما أن هذا الدور يعكس إدراك الإمارات لأهمية العمل الإنساني كأداة لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي فهي تدرك أن دعم الشعوب في أوقات الأزمات ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضاً استثمار في مستقبل أكثر استقراراً للمنطقة. لذلك فإن مساعداتها لغزة تحمل رسالة مزدوجة رسالة تضامن إنساني، ورسالة سياسية مفادها أن الإمارات تسعى إلى بناء جسور الثقة بعيداً عن الأجندات الضيقة التي تحاول بعض الأطراف فرضها.
من المهم أن نلاحظ أن حجم المساعدات الإماراتية لغزة ليس مجرد رقم يُذكر في التقارير بل هو تعبير عن رؤية استراتيجية ترى أن التضامن الإنساني لايمكن أن يكون انتقائياً..هذا الالتزام هو ما جعل الإمارات تحظى باحترام واسع على المستوى الدولي، حيث يُنظر إليها كدولة تضع العمل الإنساني في صميم سياستها الخارجية، وتتعامل مع القضايا الإنسانية باعتبارها مسؤولية جماعية تتطلب استجابة عمليه.
لقد قدّمت الإمارات نموذجاً فريداً في كيفية مواجهة الأكاذيب والافتراءات..فهي لم تنجر إلى الردود الكلامية، بل ركزت على تكريس جهودها في مشاريع إنسانية وتنموية تخدم الناس مباشرة..هذا النموذج يثبت أن الحقائق لايمكن طمسها، وأن الأفعال الصادقة أقوى من أي خطاب دعائي..لقد اختارت الإمارات أن يكون ردها على الذباب الإلكتروني وميليشيات الإخوان من خلال العمل الميداني الذي يلمسه أهل غزة يومياً لتؤكد أن الحقيقة تُبنى بالفعل، وأن التضامن الإنساني
لايحتاج إلى شعارات بقدر ما يحتاج إلى التزام صادق ومستمر.



