الإمارات بين زيف الحملات وصدق العمل

الإمارات بين زيف الحملات وصدق العمل

تتعرض دولة الإمارات منذ سنوات إلى حملات إعلامية شرسة تتسم بالكذب والتضليل وتفتقر إلى أبسط قواعد المهنية والموضوعية..هذه الحملات ليست وليدة اللحظة بل هي امتداد لمسار طويل من محاولات التشويه التي تقودها جماعات مأزومة فقدت نفوذها وتراجع حضورها ولم تجد سوى الإعلام المأجور وسيلة للتنفيس عن أزماتها.
من يتابع مضمون تلك الحملات يكتشف سريعاً أنها لا تقوم على حقائق، وإنما على تلفيق متكرر، يعكس رغبة دفينة في تصفية حسابات مع دولة اختارت منذ البداية أن تكون في صف الاستقرار والتنمية وأن تواجه مشاريع الفوضى والتطرف بلا تردد.
الإمارات لم تدخل في صراع مع هذه الجماعات بدافع الخصومة الشخصية وإنما بدافع المسؤولية تجاه شعبها والمنطقة..فقد أدركت مبكراً أن الفكر المتطرف لا يهدد دولة بعينها، بل يهدد مستقبل المنطقة بأكملها وأن تركه دون مواجهة يعني فتح الباب أمام انهيار المجتمعات..لذلك تبنت سياسات واضحة تقوم على اجتثاث منابع التطرف وتجفيف مصادر تمويله ودعم الدول التي تواجه خطره..هذا الدور لم يرق لبقايا الميليشيات الإخوانية التي اعتادت الاستثمار في الأزمات، فوجدت نفسها أمام دولة تكشف حقيقتها وتضع حداً لمشاريعها فكان الرد عبر حملات إعلامية مسعورة تحاول عبثاً تشويه صورة الإمارات.
لكن الواقع مختلف تماماً عن الصورة التي يحاولون رسمها..فالإمارات اليوم تعد نموذجاً في التنمية حيث تحولت خلال عقود قليلة إلى مركز عالمي للأعمال والسياحة والابتكار..مدنها الحديثة وبنيتها التحتية المتطورة ومبادراتها الإنسانية التي تصل إلى مختلف بقاع العالم كلها شواهد حية على أن هذه الدولة اختارت طريق البناء لا الهدم، وأنها جعلت من العطاء قيمة أساسية في سياستها الداخلية والخارجية..هذه الحقائق الملموسة هي التي تجعل الحملات الإعلامية تفقد تأثيرها لأن الناس بطبيعتهم يصدقون ما يرونه على الأرض لا ما يسمعونه من أبواق مأزومة.
من اللافت أن هذه الحملات تكرر ذات الاتهامات دون أن تقدم دليلاً واحداً يثبت ما تدعيه..فهي تدور في حلقة مفرغة، تعيد تدوير الأكاذيب نفسها، وتستند إلى لغة مليئة بالتحريض والكراهية..هذا الأسلوب يكشف هشاشتها، ويؤكد أن الهدف ليس البحث عن الحقيقة، بل محاولة الانتقام من دولة لم تغفر لها تلك الجماعات دورها في دعم الاستقرار.
إن من يزور الإمارات يلمس بنفسه حجم الإنجاز، ويشاهد كيف تحولت الصحراء إلى مدن حديثة، وكيف أصبحت الدولة بيئة آمنة تحتضن عشرات الجنسيات وتوفر لهم فرصاً متكافئة للعيش والعمل.
الإمارات لم تنشغل بالرد على تلك الحملات، بل واصلت مسيرتها بثقة، مدركة أن الإنجاز هو الرد الأقوى وأن العمل الشريف هو السلاح الحقيقي في مواجهة الأكاذيب..فهي تستثمر في التعليم والبحث العلمي، وتدعم الابتكار والطاقة النظيفة، وتضع خططاً طويلة المدى لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة..هذا التوجه يعكس رؤية واضحة بأن التنمية المستدامة هي الطريق نحو الاستقرار الحقيقي، وأن مواجهة التطرف لا تكون بالشعارات، بل ببناء مؤسسات قوية ومجتمعات متماسكة.
إن الحملات الإعلامية التي تستهدف الإمارات ليست سوى ضجيج عابر، سرعان ما يتلاشى أمام قوة الحق وصلابة الإنجاز..فهي محاولات رخيصة لتصفية حسابات قديمة لكنها في الواقع تزيد من عزلة تلك الجماعات وتفضح أسلوبها القائم على الكذب والتضليل.
أما الإمارات فستبقى أيقونة العطاء والعمل الشريف، وستظل نموذجاً يحتذى في المنطقة، لأنها اختارت أن تكون دولة تبني ولا تهدم، وتزرع الأمل ولا تنشر اليأس.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *