الإمارات تُداوي..والقلوب تفرح

الإمارات تُداوي..والقلوب تفرح

حينما قرأت خبر الإنجاز الطبي الذي حققه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية شعرت بفرحة لاتوصف وكأن هذا النبأ السار يخصني شخصياً لا لشيء سوى أنني أنتمي لهذه الأرض الطيبة، وأحمل في قلبي محبة صادقة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي أثبتت مرة بعد أخرى أنها ليست فقط دولة طموحة، بل نموذج يُحتذى به في الريادة والابتكار.
أن تنجح الإمارات في عزل خلايا مناعية متخصصة من داخل الأورام السرطانية وتفتح بذلك باباً جديداً لعلاج سرطانات معقدة مثل الثدي والرئة فهذا ليس إنجازاً عابراً بل هو قفزة نوعية في مسيرة الطب العربي، ورسالة أمل لكل مريض فقد الأمل في الشفاء.
هذا النوع من العلاج المناعي المتقدم، الذي يعتمد على إعادة برمجة الخلايا لتهاجم الورم بدقة، يعكس مدى تطور البنية التحتية الطبية في الإمارات، ومدى التزامها بالبحث العلمي كوسيلة للارتقاء بصحة الإنسان.
لكن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ..هو ثمرة غرسٍ طيب زرعه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي لم يكن فقط مؤسس دولة بل كان صانع نهضة وباني حضارة. كان يؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية وأن الاستثمار في العلم والصحة والتعليم هو الطريق الأوحد لبناء وطن قوي..لم يكن يرضى إلا بالقمم، ولم يكن يرضى لشعبه إلا بالكرامة والعزة. واليوم ونحن نرى هذه الإنجازات تتوالى ندرك أن رؤيته كانت بعيدة المدى وأن حبه لشعبه وأمته كان صادقاً وعميقاً.
ولأن الشجرة الطيبة لا تثمر إلا طيباً جاء أبناؤه من بعده ليكملوا المسيرة، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله- الذي لايمكن الحديث عن الإمارات الحديثة دون ذكر اسمه..هو قائد استثنائي، جمع بين الحزم والرحمة، وبين الطموح والحكمة.
في عهده المبارك تحولت الإمارات إلى مركز عالمي للابتكار، ووجهة للعلماء والمفكرين، ومثال يُحتذى به في الإدارة والتخطيط..لم يترك مجالًا إلا وترك فيه بصمة من الصحة إلى التعليم ومن الطاقة إلى الفضاء ومن الأمن الغذائي إلى الذكاء الاصطناعي.
الشيخ محمد بن زايد لايتحدث كثيراً لكنه يعمل كثيراً ويضع الإنسان في قلب اهتماماته، ويؤمن بأن رفاهية المواطن ليست ترفاً بل حق أصيل. لذلك نرى اليوم مستشفيات الإمارات تضاهي أفضل المراكز الطبية في العالم، ونرى الأبحاث تُجرى بأيادٍ إماراتية، ونرى المرضى من مختلف الدول يقصدون الإمارات طلباً للعلاج، بعد أن أصبحت مرجعاً طبياً في المنطقة.
وما يثلج الصدر أكثر، أن هذا التقدم لايقتصر على الطب فقط، بل يشمل كل جوانب الحياة..الإمارات اليوم دولة حديثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. شوارعها، مطاراتها، جامعاتها، مراكزها الثقافية، كلها تعكس روحاً متجددة وطموحاً لايعرف الحدود.
إنها دولة لا تكتفي بالنجاح، بل تسعى للتميز..ولاتكتفي بالإنجاز، بل تبحث عن الريادة.
كمواطن خليجي أجد في كل إنجاز إماراتي سبباً للفخر، وأشعر أن ما يتحقق هناك هو إنجاز لنا جميعاً فالإمارات ليست فقط دولة شقيقة، بل هي قلب نابض للعروبة وواحة أمل في زمن تشتد فيه التحديات.
رحم الله صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبارك في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وحفظ الإمارات وشعبها وجعلها دائماً منارة للعلم والإنسانية.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *