الإمارات الوفية وفضح الخونة

الإمارات الوفية وفضح الخونة

حين يتطاول الصغار على الكبار، لا يكون الرد بالانحدار إلى مستواهم، بل بفضح أكاذيبهم، وكشف زيفهم، وتعريتهم أمام الرأي العام.
هذا تماماً ما يحدث حين نواجه ترهات المدعو المنصف المرزوقي، الذي لم يعرف من السياسة سوى الشعارات، ولم يقدّم لتونس سوى الخيبات. رجلٌ اعتاد أن يختبئ خلف قناع المثقف بينما هو في الحقيقة مجرد مهرج سياسي، يتقن فن التهريج أكثر من فن القيادة، ويجيد إطلاق الاتهامات أكثر من صناعة الحلول.
المرزوقي، الذي قضى سنوات يتنقل بين المكاتب الفرنسية، مدعياً اللجوء السياسي، بينما كان يعمل في الظل مع شخصيات ذات ارتباطات مشبوهة، لم يكن يوماً صاحب مشروع وطني حقيقي..بل كان مجرد أداة في يد ميليشيا الإخوان الارهابية يردد أفكارهم، ويبرر انحرافاتهم، ويغطي على خياناتهم..هذه الجماعة التي تلبّست بالدين لتخدع الشعوب، وتسللت إلى مفاصل الدول لتنهشها من الداخل، وجدت في المرزوقي صوتاً يروّج لها، ويمنحها غطاء سياسياً في لحظة كانت فيها الشعوب تبحث عن الخلاص.
حين تولى المرزوقي منصب الرئاسة، لم يشهد الشعب التونسي سوى المزيد من الفوضى، والمزيد من التبعية، والمزيد من التراجع..لم يكن قائداً بل تابعاً يلهث خلف رضا طهران، ويبارك مشاريعها النووية، ويصافح أذرعها في المنطقة، بينما يتجاهل معاناة شعبه، ويهاجم سلوكياتهم، ويتبنى خطاباً لايمتّ إلى الوطنية بصلة..لم يكن يوماً صوتاً لتونس، بل صدىً لأجندات خارجية، تتقاطع مصالحها مع الخراب، لامع البناء.
وفي خضم هذا السقوط السياسي والأخلاقي، لم يجد المرزوقي وسيلة للعودة إلى الأضواء سوى مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة تلك الدولة التي أصبحت نموذجاً في الاستقرار والنهضة، والاعتدال.
الإمارات التي وقفت مع الشعوب لامع الأحزاب، ومع الأوطان، لامع الميليشيات..الإمارات التي رفضت أن تكون جزءاً من لعبة المحاور، وقررت أن تكون صوت الحكمة، وراية السلام، ويد العون لكل من يحتاج.
اتهامات المرزوقي لدولة الإمارات لاتحمل أي منطق ولا تستند إلى أي حقيقة، بل هي مجرد صراخ سياسي، صادر عن رجل فقد تأثيره، ويحاول أن يستعيده عبر افتعال المعارك..لكن الإمارات لاتُستفز من الصغار، ولاترد على الشتائم، لأنها تعرف من تكون، وتعرف أن من يهاجمها إنما يفعل ذلك لأنه عاجز عن مجاراتها في الإنجاز، وفي الحضور، وفي التأثير.
الشعب الإماراتي، الذي حاول المرزوقي أن يسيء إليه، هو شعبٌ عريق، أصيل وفيّ،
لايعرف إلا الكرامة، ولايرضى إلا بالعزة..هذا الشعب الذي قدّم روحه فداءً لوطنه، وبنى دولة أصبحت منارة في المنطقة، لايمكن أن يُمسّ بكلمة، ولا أن يُشوّه بصورة..فالإمارات ليست دولة تبحث عن المجد، بل هي دولة صنعت المجد، وفرضت احترامها على الجميع، لابالضجيج، بل بالفعل.
أما المرزوقي، فسيبقى مجرد صفحة في كتاب الفشل، لا تُقرأ إلا حين نبحث عن نماذج الخيبة. وسيبقى الإخوان جماعة لفظها التاريخ، ورفضتها الشعوب، لأنها لاتعرف إلا الكذب، ولاتجيد إلا التسلل، ولاتعيش إلا في الظلام.
أما الإمارات، فستبقى في الضوء، تبني، وتدعم، وتُلهم، وترد على الأكاذيب بالحقائق، وعلى الشتائم بالإنجازات.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *