الشيخ ذياب بن محمد بن زايد فارس الوفاء

الشيخ ذياب بن محمد فارس بن زايد الوفاء

في حضرة القادة الذين يصوغون التاريخ ويمنحون المستقبل ملامحه، يسطع اسم سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، كواحد من أولئك الذين لايكتفون بالمسؤولية، بل يحولونها إلى رسالة وطنية، وإلى فعل يومي يترجم قيم الوفاء والريادة..في شخصيته تتجلى ملامح التوازن بين الفكر العميق والروح المتواضعة، وبين الحزم الإداري والإنصات الإنساني، وبين الطموح الهادئ والإنجاز الصامت.
سموه نشأ في بيت تتنفس فيه الحكمة، وتُغرس فيه القيم، وتُصقل فيه الشخصية على مهل، بين دفء الأبوة وصرامة المسؤولية.
والده، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو القائد الذي لاتُقاس عظمته بالكلمات، بل بالأثر الذي تركه في النفوس، وبالنهج الذي أرسته قراراته، وبالقدوة التي جسدها في كل موقف..من هذا النبع الصافي، استقى الشيخ ذياب بن محمد بن زايد رؤيته، وتعلم كيف يكون القائد خادماً لوطنه، قريباً من شعبه، متجرداً من الأنا، وممتلئاً بالمسؤولية.
مايميز سمو الشيخ ذياب هو إدراكه العميق لأهمية التنمية التي لاتقتصر على البنية التحتية، بل تشمل الإنسان، والكرامة، والذاكرة الوطنية. اهتمامه بأسر الشهداء ليس مجرد تكليف وظيفي، بل هو تعبير صادق عن وفاء لايُشترى، وعن شعور عميق بأن من ضحوا لأجل الوطن يستحقون أن يُحاطوا بكل رعاية وتقدير..في كل خطوة يخطوها، يحرص على أن تكون الإمارات أكثر دفئاً، أكثر إنصافاً، وأكثر وفاءً لمن بذلوا أرواحهم في سبيلها.
لقد تأثر سموه تأثراً بالغاً بسيرة المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- ذلك القائد الذي لم يكن مجرد مؤسس، بل كان أباً لكل الإماراتيين والخليج والعرب وصاحب رؤية إنسانية جعلت من الإمارات واحة للسلام والتسامح..هذا التأثر لم يكن عاطفياً فحسب، بل كان منهجاً قيادياً، حيث استلهم منه قيم الكرم والتواضع والعدل، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من أسلوبه في العمل، وفي تعامله مع الناس، وفي نظرته للمستقبل.
ولا يمكن الحديث عن الشيخ ذياب دون الإشارة إلى شقيقه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الذي يمثل امتداداً طبيعياً لمسيرة من المجد والريادة..في شخصيته تتجلى ملامح القيادة المتزنة، وفي خطواته تتضح ملامح المستقبل الذي تُرسم ملامحه بثقة واقتدار. الشيخ خالد هو نموذج للقائد الذي لايكتفي بالرؤية، بل يحولها إلى واقع ملموس، وإلى إنجازات تتحدث عن نفسها.
أما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فهو النبراس الذي يهتدي به الجميع، وهو القائد الذي جعل من الإمارات نموذجاً عالمياً في التقدم والإنسانية..في حضوره تشعر بالأمان، وفي قراراته ترى الحكمة، وفي رؤيته تلمس الطموح الذي لايعرف حدوداً..لقد غرس في أبنائه حب الوطن، وعلّمهم أن القيادة مسؤولية لاتُؤخذ، بل تُمنح لمن يستحقها وأن المجد لايُصنع بالكلمات، بل بالأفعال التي تبقى شاهدة على الزمن.
سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد هو تجسيد حيّ لهذا الإرث العظيم، وهو أحد أولئك الذين يحملون الراية بثبات، ويواصلون المسير بعزيمة، ويكتبون فصولاً جديدة من قصة الإمارات التي لاتنتهي.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *