الشيخ منصور بن زايد إرث زايد الحي
الشيخ منصور بن زايد إرث زايد الحي
في قلب الإمارات، حيث تتجلى الحكمة في ملامح القيادة، يبرز اسم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة كواحد من أعمدة الرؤية الوطنية، وصاحب بصمة لا تُخطئها عين في مسيرة التطوير والبناء.
لم يكن ظهوره في المشهد السياسي والإداري وليد لحظة بل هو امتداد طبيعي لتربية عميقة الجذور، نشأ فيها على يد والد لايشبه سواه، صاحب السموالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- الذي لم يكتفِ ببناء دولة، بل بنى رجالاً يحملون رايته، ويواصلون مسيرته بروح لاتعرف التراجع.
سمو الشيخ منصور بن زايد منذ طفولته، كان قريباً من قلب زايد، يستمع إلى حديثه، ويستوعب حكمته، ويشهد مواقفه التي كانت تُدرّس في فن القيادة..لم تكن تلك العلاقة مجرد صلة دم، بل كانت صلة فكر، وتواصل وجدان، وتوارث قيم. تعلم من والده أن القيادة ليست سلطة بل مسؤولية، وأن حب الوطن لايُقال، بل يُمارس، وأن الإنسان هو محور التنمية، لامجرد رقم في معادلة اقتصادية.
تكوّنت شخصية الشيخ منصور بن زايد في بيئة مشبعة بالوعي، والاتزان، والحرص على المصلحة العامة..لم يكن يوماً باحثاً عن الأضواء، بل كانت الأضواء تتبعه حيثما حل، لأن حضوره يحمل معه أثراً وقراراته تترك بصمة، ورؤيته تفتح آفاقاً جديدة.
تولى الشيخ منصور مناصب حساسة في الدولة، منها نائب رئيس الدولة، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس ديوان الرئاسة، وكل منصب كان محطة لإثبات أن الكفاءة لاتحتاج إلى ترويج، وأن الإنجاز هو اللغة الوحيدة التي يتحدث بها.
عقليته الإدارية تُعد من الطراز الرفيع، فهو لايكتفي بإدارة الملفات، بل يعيد صياغتها، ويبتكر الحلول، ويقود فرق العمل بروح الفريق الواحد. يعرف كيف يوازن بين الطموح والواقعية، وبين الحزم والمرونة، وبين التخطيط والتنفيذ..قدرته على استيعاب التفاصيل، وربطها بالصورة الكبرى، جعلته من أكثر الشخصيات تأثيراً في صناعة القرار الوطني، دون أن يعلو صوته، أو يطلب تصفيقاً.
الشيخ منصور بن زايد لايعمل في عزلة، بل في انسجام تام مع شقيقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله- رئيس الدولة، الذي يقود الإمارات برؤية عالمية، وبروح وطنية، وبإرادة لاتعرف التردد..العلاقة بينهما ليست فقط علاقة أخوة، بل هي علاقة تكامل فكري، وتناسق في الأهداف، وتعاون في بناء مستقبل يليق بالإمارات وشعبها..كلاهما يحمل إرث زايد، ويعملان بتناغم قلّ نظيره، ويؤمنان بأن الوطن لايُدار بالعاطفة، بل بالحكمة، والعقل، والضمير.
صاحب السموالشيخ محمد بن زايد، بقيمه الراسخة، وحنكته السياسية، يُجسد روح زايد في العصر الحديث، ويقود الدولة بثقة نحو آفاق جديدة من التميز..والشيخ منصور بجانبه، يُكمل هذه المسيرة، ويعزز هذا النهج، ويضيف إلى البناء الوطني لبناتٍ من الفكر والإبداع والإنجاز..إنهما معاً يشكلان لوحة قيادة متكاملة، تُعبر عن روح الإمارات، وتُجسد طموحات شعبها، وتُترجم إرث زايد إلى واقعٍ حيٍ نابضٍ بالنجاح.
من يتأمل في مسيرة الشيخ منصور بن زايد يدرك أن الإمارات محظوظة برجالها، وأن مدرسة زايد لاتزال تنجب القادة الذين يحملون الراية بكل اقتدار..هو ليس مجرد اسم في سجل المناصب، بل هو قصة نجاح متواصلة، ورمز للثقة، وعنوان للتميز..شخصية تجمع بين الهدوء العميق، والذكاء المتقد، والقدرة على الإنجاز دون ضجيج، وهي صفات لاتتوفر إلا في القادة الذين صقلتهم التجارب وأثقلتهم المسؤوليات.
هكذا يُكتب المجد، وهكذا تُصاغ القيادة، وهكذا يستمر إرث زايد حياً في أبنائه، نبضاً في السياسات، ووهجاً في الإنجازات، ورايةً لاتنكسر.



