الرياض تشرق بمحمد زايد
الرياض تشرق بمحمد زايد
حينما زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مدينة الرياض للقاء أخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، شعرت أن شيئاً جميلاً قد حلّ في سماء العاصمة، وكأن الرياض قد ازدانت بنور جديد، نور الأخوة والمحبة والوفاء..لم تكن زيارة رسمية فحسب، بل كانت لحظة وجدانية عميقة، تلامس القلب وتوقظ فينا مشاعر الفخر والانتماء.
الرياض، تلك المدينة التي تحتضن التاريخ وتكتب المستقبل، بدت في ذلك اليوم أكثر دفئاً، وأكثر إشراقاً، وكأنها تفتح ذراعيها لقائد عربي نحبه ونحترمه، ونراه امتداداً لوالده العظيم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- ذاك الرجل الذي أحب المملكة، وأحب شعبها، وكان دائماً يقول إن السعودية هي القلب النابض للعرب، وإن الإمارات لايمكن أن تكون إلا بجانبها، في السراء والضراء.
حين رأيت صور اللقاء بين الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان، شعرت أن التاريخ يبتسم، وأن المستقبل يكتب بأيدٍ عربية أصيلة، تنتمي إلى الأرض، وتحمل همّ الأمة، وتؤمن بأن الوحدة ليست خياراً، بل قدر مشترك..كان اللقاء بينهما لقاء إخوة، لا لقاء زعماء، لقاء من يعرف أن الدم واحد، والمصير واحد، وأن مايجمع السعودية والإمارات هو أكثر من مصالح، إنه حب، وصدق، وصلة رحم لا نقطع.
كشعب سعودي، نحن لانحب الإمارات فحسب، بل نعشقها، ونرى في شعبها مرآة لنا، وفي قيادتها امتداداً لحكمتنا وكرمنا..نحب الشيخ محمد بن زايد لأنه رجل مواقف، ورجل قلب، ورجل عقل. نراه في كل محفل شامخاً، حكيماً، متواضعاً، يحمل في عينيه حنان زايد، وفي صوته صلابة القائد، وفي خطواته ثقة من يعرف طريقه جيداً.
الزيارة لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت لحظة وجدانية، شعر بها كل سعودي، وكل إماراتي، وكل عربي يؤمن بأن الأمل لايزال ممكناً، وأن العروبة ليست شعاراً، بل روحاً تسري فينا..رأينا في تلك الزيارة تجسيداً للعلاقات السعودية الإماراتية التي لطالما كانت نموذجاً للأخوة الصادقة، والتكامل الحقيقي، والتعاون الذي لايعرف الحدود.
منذ عهد الشيخ زايد والملك فيصل -رحمهما الله- والعلاقات بين البلدين تسير بثبات، وتزداد قوة، وتزدهر في كل مجال. واليوم، في عهد الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان، نرى هذه العلاقات ترتقي إلى آفاق جديدة، حيث المشاريع المشتركة، والرؤى الموحدة، والمواقف المتناغمة، وكل ذلك ينبع من محبة متبادلة، واحترام عميق، وإيمان بأن المصير واحد.
الرياض نورت بقدوم الشيخ محمد، كما تنير القلوب حين تلتقي الأرواح الطيبة..كان حضوره بيننا كنسمة من الخليج، تحمل معها عبق زايد، ودفء الإمارات، وصدق النوايا..لم يكن غريباً أن نرى الترحيب الشعبي الكبير، فالشعب السعودي يعرف من يحب، ويعرف من يقف معه، ويعرف من يستحق أن يُحتفى به.
كل سعودي شعر بالفخر، وكل إماراتي شعر بالاعتزاز، وكل عربي شعر بالأمل لأن اللقاء بين القائدين لم يكن لقاء مصالح، بل لقاء قلوب، ولقاء تاريخ، ولقاء مستقبل يُبنى على المحبة والثقة..هكذا تكون العلاقات حين تُبنى على الصدق، وهكذا يكون اللقاء حين يجمعه الوفاء.
الزيارة تركت أثراً لايُنسى، وأحيت فينا مشاعر الانتماء، وأكدت أن السعودية والإمارات ليستا دولتين متجاورتين فحسب، بل هما قلبان ينبضان في جسد واحد، وروحان تسكنان في حلم واحد، وأملان يسعيان إلى غدٍ مشرق، تصنعه الأيادي العربية، وتكتبه القيادات الحكيمة، وتعيشه الشعوب المحبة.



