الإمارات درع الأمة العربية

الإمارات درع الأمة العربية

منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 اتخذت القيادة الإماراتية الرشيدة نهجاً ثابتاً في دعم الدول العربية والوقوف إلى جانبها في مختلف الأزمات والظروف الصعبة.
هذا النهج لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي آمن بأن قوة العرب في وحدتهم، وأن التضامن العربي هو السبيل لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
الشيخ زايد -رحمه الله- لم يكن قائداً سياسياً فحسب، بل كان أباً روحياً للأمة العربية، وقد جسّد ذلك في مواقفه التاريخية، مثل دعمه لمصر بعد حرب أكتوبر 1973، حين قرر قطع النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، في خطوة جريئة أثبتت أن الإمارات تقف مع الحق العربي مهما كانت التضحيات..كما قدم مساعدات مالية ضخمة لمصر وسوريا بلغت آنذاك أكثر من 100 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم بمقاييس ذلك الزمن.
في لبنان، لم تتردد الإمارات في مد يد العون خلال الحرب الأهلية، وساهمت في إعادة إعمار مناطق منكوبة، كما دعمت الشعب الفلسطيني سياسياً وإنسانياً، وأسست مؤسسات خيرية ومراكز صحية وتعليمية في غزة والضفة الغربية..وقد بلغ حجم المساعدات الإماراتية للفلسطينيين منذ عام 1971 حتى 2020 أكثر من 2 مليار دولار، وفقاً لتقارير رسمية.
ومع انتقال القيادة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان- رحمه الله- استمر النهج ذاته، بل تعززت المبادرات الإنسانية والتنموية. وفي عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- أصبحت دولة الإمارات من أكبر الدول المانحة للمساعدات الخارجية نسبة إلى دخلها القومي، حيث بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية في عام 2022 وحده أكثر من 25 مليار درهم، واستفادت منها 151 دولة حول العالم، معظمها دول عربية.
في اليمن، لعبت الإمارات دوراً محورياً في دعم الشعب اليمني خلال الأزمة الإنسانية، وقدمت مساعدات تجاوزت 6.6 مليار دولار منذ عام 2015، شملت الغذاء والدواء وإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات والبنية التحتية..كما ساهمت في مكافحة الأوبئة وتوفير المياه الصالحة للشرب في المناطق المتضررة.
أما السودان، فقد وقفت الإمارات إلى جانبه في فترات التحول السياسي، وقدمت دعماً مالياً بقيمة 3 مليارات دولار بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، بهدف دعم الاقتصاد السوداني وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب.
وفي ليبيا، لم تتوانَ الإمارات عن دعم جهود الاستقرار، وقدمت مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين واللاجئين، وأسهمت في إعادة تأهيل البنية التحتية في بعض المناطق المتضررة.
هذا الدعم لم يكن مجرد أرقام أو مساعدات مالية، بل هو تعبير عن روح الأخوة والوفاء التي تميز القيادة الإماراتية. فحكام الإمارات، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، يتمتعون برؤية استراتيجية وإنسانية، تجمع بين الحكمة والرحمة، وبين القوة واللين..وقد وصفه الكثيرون بأنه قائد استثنائي، يجمع بين الحزم في المواقف السياسية والرحمة في القضايا الإنسانية.
الشيخ محمد بن زايد لايكتفي بالتصريحات، بل يترجمها إلى أفعال ملموسة، ويحرص على أن تكون الإمارات دائماً في مقدمة الدول التي تمد يد العون، دون تمييز أو شروط..وقد قال في إحدى المناسبات: (نهج الإمارات منذ عهد الشيخ زايد هو دعم العمل الخليجي والعربي المشترك، لأنه السبيل لتحقيق مصالح شعوبنا وتعزيز قدرتنا على مواجهة التحديات).
إن ما يميز الإمارات ليس فقط حجم الدعم، بل سرعة الاستجابة وفعالية التنفيذ..فحين تقع كارثة أو أزمة في أي دولة عربية، تكون الإمارات من أوائل الدول التي تبادر بإرسال فرق الإغاثة والطواقم الطبية والمساعدات العاجلة، وهذا
ماشهدناه في سوريا بعد الزلزال المدمر عام 2023، حيث أرسلت الإمارات طائرات تحمل مساعدات إنسانية وطبية، وأسهمت في عمليات الإنقاذ والإيواء.
هكذا كانت الإمارات، وهكذا ستبقى، منارة للعطاء، وركيزة للاستقرار العربي، بفضل قيادتها الحكيمة التي تؤمن بأن العروبة ليست شعاراً، بل مسؤولية والتزام.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *