الملك سلمان في قلب الإمارات

الملك سلمان في قلب الإمارات

حين وطئت قدماي أرض دبي تلك المدينة التي تنبض بالحياة وتزهر بالجمال شعرت وكأنني أعانق حلماً عربياً متجسداً في تفاصيلها.
دبي ليست مجرد مدينة بل هي قصيدة حضارية تُكتب كل يوم على صفحات الزمن وفي كل زاوية منها حكاية وفي كل شارع نبض من الوفاء. وبينما كنت أسير بسيارتي أتنقل بين طرقاتها التي تشبه خيوط الشمس حين تتسلل إلى قلب الصباح، لفت نظري اسم شارع ليس ككل الشوارع..شارع الملك سلمان بن عبدالعزيز.
توقفت للحظة لابجسدي فقط، بل بروحي التي انشدّت إلى هذا الاسم العظيم..اسمٌ يحمل في طياته هيبة فارس، وحنان قائد، وحب شعب بأكمله.
لم يكن مجرد اسم على لوحة مرورية، بل كان رمزاً حياً للعلاقة التي تربط بين قلبين نابضين في جسد واحد دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية..شعرت حينها أن هذا الشارع لايقود إلى وجهة جغرافية، بل إلى عمق المحبة التي تسكن بين الأشقاء.
تأملت المكان، فإذا به ليس شارعاً عابراً بل تحفة عمرانية تنبض بالاحترام والتقدير..اختارته الإمارات ليحمل اسم الملك سلمان، لامن باب المجاملة، بل من باب الوفاء الذي يسكن أرواحهم، ذلك الوفاء الذي نهلوه من معين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي علمهم أن الأخوة ليست كلمات تُقال، بل مواقف تُخلّد.
كان الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- يؤمن أن الخليج العربي جسد واحد، وأن السعودية قلبه النابض، فغرس في شعبه حب المملكة، وعلّمهم أن الوفاء لايُشترى، بل يُورث.
في ذلك الشارع، شعرت أنني أمشي على أرض تعرف معنى الإخلاص، أرض لاتنسى من وقف معها، ولا تتردد في التعبير عن امتنانها. الإماراتيون، بإخلاصهم الذي يفيض من عيونهم قبل كلماتهم، جعلوا من هذا الشارع رسالة حب تُقرأ دون حروف، وتُفهم دون ترجمة..كل حجر فيه يروي قصة علاقة لاتشوبها المصالح، بل تُزهر بالصدق والنقاء.
العلاقة بين السعوديين والإماراتيين ليست وليدة لحظة، بل هي امتداد لتاريخ من التلاحم والتآزر. في كل موقف، تجدهم كتفاً بكتف، وقلباً بقلب،
لاتفرقهم المسافات، ولاتهزهم العواصف ويجمعهم الدين، والدم، والمصير، ويزيدهم تقارباً ذلك الحب المتبادل الذي لايعرف التصنع..حين يتحدث الإماراتي عن السعودي، ترى في عينيه احتراماً لايُصطنع، وحين يذكر السعودي الإمارات، تسمع في صوته دفء الأخوة.
شارع الملك سلمان في دبي ليس مجرد طريق، بل هو قصيدة حب كتبتها الإمارات على أرضها، لتقول للسعودية:
نحن معكم، نحبكم، ونفتخر بكم.
هو شاهد على علاقة لاتهزها رياح السياسة، ولاتغيرها تقلبات الزمن..هو امتداد لقلوب تعرف كيف تحب، وكيف تفي، وكيف تخلّد من يستحق.
وأنا أمضي في ذلك الشارع، شعرت أنني لا أقود سيارة، بل أبحر في وجدان عربي أصيل، وجدان يعرف كيف يكرّم رموزه، وكيف يعبّر عن مشاعره.
دبي بهذا الشارع، قالت الكثير دون أن تنطق، وأثبتت أن الحب الحقيقي لايحتاج إلى منابر، بل يكفيه أن يُزرع في أرضٍ طيبة، ويُروى بصدق المشاعر.
كم هو جميل أن ترى الوفاء متجسداً في حجر وأن تشعر بالإخلاص في طريق، وأن تلمس الحب في اسم..وكم هو رائع أن تكون العلاقة بين شعبين بهذا الصفاء، وبهذا العمق، وبهذا الجمال. في شارع الملك سلمان وجدت دبي تقول للسعودية:
أنتم في القلب، وأنتم في الطريق، وأنتم في كل نبض من نبضاتنا.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *