اورفيوس وعالم الظلمات

اورفيوس وعالم الظلمات

شعر (اورفيوس) بوحدة موحشة قاتلة بعد رحيل زوجته وهام على وجهه يبحث عن طريقه لإسترجاعها..حاول ان يصبر وان ينسى وفشل..ضاق به الجميع.. يئسوا من الحديث معـه لكنه لم يضق بهمومه ولم يتسرب اليأس الى نفسه كان مصمماً على إسترجاعها مهما كلفه الأمر ولم يكن امامه سوى ان يهبط الى عالم (الظلمات) ثم يصعد ومعه زوجته.!
سلك (اورفيوس) طريقآ شاقاً محفوفاً بالمخاطر والويلات لكنه لم يكن يحجم عن ركوب الصعاب كانت قيثارته التي لاتفارقه في كل مكان يذهب اليه تهون عليه كل صعب وتفتح أمامه كل باب..
كانت الحانه تخرج من القلب لتلامس قلوب الآخرين ولاعجب فهو فنان صادق مرهف الحس والشعور.
وصل (اورفيوس) بعد جهد جهيد الى عالم (الظلمات) استطاع بفضل انامله السحرية ان يلين قلب (هاديس) حاكم عالم الظلمات الذي سحرته نغمات القيثارة.
فوافق على الفور ان يعود (اورفيوس) ومعه زوجته (يوروديكي) الى عالم النور لكنه اشترط عليه شرطاً وطلب منه ان يلتزم به الا يقع نظر (أورفيوس) على زوجته (يوروديكي) الا بعد ان تغادر عالم الظلمات وتصل الى عالم النور..
بدأ (اورفيوس) يشق طريقه الى خارج عالم الظلمات وخلفه تسير زوجته (يوروديكي) كان يشعر بين الحين والحين بشوق شديد لرؤيتها لكنه كان يكتم شوقه ثم يواصل السير في خطوات سريعة..
خرج (أورفيوس) من عالم الظلمات الى عالم النور..لقد بر بوعده ونفذ الشرط المطلوب الآن يستطيع ان يسعد برؤية المحبوبة الغالية..الآن يحق له ان ينعم بالنظر اليها!!.. عندئذ؟ التفت (أورفيوس) الى الوراء فاتحاً ذراعيه ليستقبل محبوبته..هي الأخرى فتحت ذراعيها وأسرعت نحوه لتستقبله..اسرع (اورفيوس) نحو (يوروديكي) واسرعت (يوروديكي) نحو (أورفيوس) لكن فجأة اختفت (يوروديكي) داخل ممرات عالم الظلمات وهي تصرخ..(اورفيوس) …وداعاً..وداعاً لقد نسي (اورفيوس) ان (يوروديكي) تسير خلفه على مسافه غير بعيدة ولقد ظن انها غادرت عالم الظلمات في نفس اللحظة التي عبر فيها (اورفيوس) بوابة اوركوس. هكذا قدر (اورفيوس) فأساء التقدير.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *