السعودية والإمارات صوت واحد

السعودية والإمارات صوت واحد

حين تتحدث القلوب قبل الكلمات، وتسبق المواقف كل الشعارات، تظهر حقيقة العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة..علاقة لاتُقاس بالحدود الجغرافية،
ولاتُختزل في اتفاقيات سياسية، بل هي امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التآخي والتلاحم، تجسده المواقف وتؤكده التضحيات.
وما حدث في اليمن خلال عملية (عاصفة الحزم) كان البرهان الأوضح على أن مايجمع الدولتين يتجاوز كل التصورات، ويقف شامخاً في وجه كل محاولات التشكيك والتفريق.
في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، حين تكالبت الأيدي العابثة على اليمن، وبدأ المشروع الإيراني يكشف عن أنيابه، كانت الرياض وأبوظبي على موعد مع التاريخ.. لم تترددا، ولم تتأخرا، بل تقدمتا الصفوف، تحملان راية الحق، وتدافعان عن الشرعية، وتحميان أمن الخليج العربي من أن يُختطف أو يُشوَّه..لم يكن الأمر مجرد قرار سياسي، بل كان موقفاً أخلاقياً وإنسانياً نابعاً من شعور عميق بالمسؤولية تجاه شعب عربي شقيق، وتجاه مستقبل المنطقة بأكملها.
اختلطت دماء الجنود السعوديين والإماراتيين على أرض اليمن، لتكتب قصة من البطولة والوفاء، وتُسطر ملحمة من الإخلاص والتضحية. لم تكن تلك الدماء إلا تعبيراً صادقاً عن وحدة المصير، وعن علاقة لايمكن فصلها أو تفكيكها. كل قطرة دم سقطت هناك كانت رسالة لكل من يحاول زرع الفتنة أو بث الشكوك: أن هذه العلاقة ليست قابلة للكسر، وأن من يسعى لتفريقها إنما يخدم أجندات خارجية، شاء أم أبى.
عاصفة الحزم لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل بل كانت لحظة كشف، ميزت بين من يقف مع الحق ومن يراهن على الفوضى..أظهرت من هو الحليف الصادق، ومن هو العدو المتربص. وأثبتت أن السعودية والإمارات ليستا فقط قوتين إقليميتين، بل هما قلب واحد ينبض بالأمل، وعقل واحد يخطط للمستقبل، ويد واحدة تمتد لحماية الأمن العربي من كل تهديد.
التحالف بين الدولتين لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكمات من الثقة والتفاهم، ومن رؤية مشتركة لمصير المنطقة..وقد أثبتت الأحداث أن هذا التحالف ليس هشاً أو مؤقتاً بل هو متين، راسخ، ومبني على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة..وكل من يحاول الطعن فيه أو التشكيك في صدقه، إنما يكشف عن نفسه كأداة لمشروع خارجي لا يريد الخير للعرب.
مابين السعودية والإمارات ليس فقط تعاوناً سياسياً أو تنسيقاً عسكرياً بل هو نموذج فريد في العلاقات الدولية، يُحتذى به في التلاحم والتكامل. نموذج يُظهر كيف يمكن للدول أن تتحد في مواجهة التحديات، وأن تتجاوز الخلافات الصغيرة لتصنع مستقبلاً كبيراً..وما حدث في اليمن كان شاهداً حياً على هذا النموذج، وعلى قدرة الدولتين على الوقوف صفاً واحداً في وجه الرياح العاتية.
هذا التلاحم السعودي الإماراتي سيظل مصدر فخر لكل عربي، وسيبقى علامة فارقة في تاريخ المنطقة، ودليلاً على أن الدماء التي روت أرض اليمن لم تكن إلا بذوراً لوحدة أقوى، ولمستقبل أكثر أمناً واستقراراً.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *