الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز..تواضع الأمراء وحنكة القادة
الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز..تواضع الأمراء وحنكة القادة
في قلب المدينة المنورة، حيث التاريخ يهمس في أروقة المساجد وحيث النور ينساب من بين جدران الحرم الشريف، يقف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أميراً للمنطقة منذ 12 ديسمبر 2023، حاملاً إرثاً من الحكمة والحنكة ومجسداً نموذجاً للقيادة المتزنة التي تجمع بين التواضع والصرامة، وبين الرؤية الإدارية والروح الإنسانية.
الأمير سلمان بن سلطان ليس مجرد اسم في سجل المناصب، بل امتداد حيّ لمدرسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- تلك المدرسة التي خرّجت رجال دولة من طراز رفيع يتقنون فن الإدارة ويؤمنون بأن خدمة المواطن شرف لا يُعلى عليه.
لقد نشأ سموه الكريم في كنف والده -رحمه الله- وتشرّب منه قيم الكرم وأسلوب الحكمة وعمق البصيرة، فكان مرافقاً له في كثير من المحطات متعلماً من قرب ومتأملاً في تفاصيل القيادة مستوعباً لدروس الحياة من رجلٍ كان يُضرب به المثل في العطاء والوفاء والكرم والاتزان.
منذ أن تولى الأمير سلمان بن سلطان مسؤولياته في المدينة المنورة لمس المواطنون والمقيمون أثر حضوره ليس في القرارات فحسب، بل في الروح التي بثّها في مفاصل العمل الإداري..رجل عملي لا يميل إلى الأضواء، لكنه يترك أثراً في كل زاوية يمر بها ويتعامل مع الملفات بحزم ومع الناس بتواضع، يجمع بين الانضباط العسكري الذي اكتسبه من خبراته السابقة وبين الحس المدني الذي يتطلبه موقعه الحالي.
وُلد الأمير سلمان في 2 فبراير 1976 في الظهران، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من كلية الملك عبدالعزيز الحربية عام 1417هـ..لقد تنقل في مواقع متعددة واكتسب خبرات متنوعة جعلته أكثر قدرة على فهم احتياجات الناس وأكثر استعداداً للتعامل مع التحديات..عُين برتبة ملازم في قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، ثم عمل في الملحقية العسكرية بسفارة المملكة في واشنطن. انتقل بعدها إلى السلك الدبلوماسي حيث عُين وزيراً مفوضاً بوزارة الخارجية، ثم مساعداً للأمين العام لمجلس الأمن الوطني للشؤون الأمنية والاستخباراتية عام 2011، قبل أن يُعين نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير من 2013 إلى 2014.
هذه الخبرات المتنوعة في المجالات العسكرية والدبلوماسية والأمنية منحته رؤية شاملة وفهماً عميقاً لطبيعة الدولة ولأهمية التوازن بين الأمن والتنمية وبين الحزم والرحمة..انعكست هذه الخبرات على أسلوبه في إدارة شؤون المدينة، حيث يسعى لتطويرها دون أن يخلّ بثقافتها ويحرص على تحديث بنيتها دون أن يغفل عن روحها.
إن الحديث عن الأمير سلمان بن سلطان لا يكتمل دون الإشارة إلى والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي كان أحد أعمدة الدولة ورمزاً للكرم العربي الأصيل..لقد ترك الأمير سلطان إرثاً من القيم والمبادئ، وسار أبناؤه على نهجه كلٌّ في موقعه حاملين راية الوطن ومجسدين روح القيادة التي لا تعرف التراخي ولا تقبل التهاون.
ولا يمكن أن نغفل في هذا السياق الإشادة بسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أرسى دعائم الحكم الرشيد وجعل من المملكة نموذجاً في الاستقرار والتقدم. كما أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برؤيته الطموحة أعاد تشكيل ملامح الدولة الحديثة واضعاً الإنسان في قلب التنمية ومؤمناً بأن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه وبعقول قياداته.
المدينة المنورة اليوم في عهد الأمير سلمان بن سلطان تشهد حراكاً إدارياً متزناً وتعيش حالة من التوازن بين الأصالة والتحديث. كل من يتأمل في هذا المشهد يدرك أن خلفه رجلاً تعلم من الكبار وعمل بصمت وقرر أن يجعل من منصبه رسالة لا مجرد مهمة.



