حين ينطق القلب..يهمس باسم السعودية

حين ينطق القلب..يهمس باسم السعودية

في حضرة الوطن تتقاصر الحروف وتتعثر الكلمات، فالوطن أوسع من أن يُحد بوصف، وأعمق من أن تُجسده جملة أو عبارة..إنه ليس أرضاً نسكنها فحسب، بل روحٌ تتغلغل في الشرايين، وهواء يملأ الصدور، وذاكرة تسكننا مهما ابتعدنا أو اقتربنا.
الوطن هو الحكاية التي لاتنتهي، والقصيدة التي تظل ناقصة، والحنين الذي لايخفت.
وحين أكتب عن بلدي الحبيب المملكة العربية السعودية، لاأكتب عن خرائط وجغرافيا، بل عن قلب نابض بالحب، وأرض علّمتنا معنى الانتماء، وأيقظت فينا العزيمة، ورفعت رؤوسنا إلى السماء..أكتب عن وطن إذا نُطق اسمه ارتعشت الأيادي، واغرورقت العيون، وارتفعت الدعوات إلى الله.
هذا الوطن الذي يسكننا قبل أن نسكنه، علّمنا أن الحب فعل لاقول، وأن الوفاء قيمة تُعاش لاتُطلب. وطن إن ابتعدنا عنه شعرنا بالاقتلاع من الجذور، وإن عدنا إليه أحسسنا بالولادة من جديد.
ولأن كل حكاية عظيمة لها بطلها، فقد بدأ مجد هذا الوطن على يد فارس لايشبه غيره انه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
فقد كان حلماً حياً جمع شتات الجزيرة في قلبه، ووحّد الرؤية في عينيه، وحمل مفاتيح المستقبل في يديه..وحين وحّد القلوب قبل الأرض، نجح لأن الحب كان سلاحه، والإيمان درعه، والحكمة طريقه.
منذ تلك اللحظة تحولت المملكة من صحراء صامتة إلى حضارة ناطقة، ومن أرض متفرقة إلى وطن موحّد..تبدّل الخوف أمناً والجهل علماً والتشرذم وحدة..وصار المواطن السعودي يحمل في داخله رسالة، وفي عينيه نوراً لايخبو.
وجاء من بعد المؤسس رجال أوفياء ساروا على النهج حتى وصلنا إلى عهد لايشبه إلا المجد؛ عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، الذي أعاد للوطن هيبته، وللشعب عزته، وللراية مكانتها..رجلٌ إذا تحدث أصغى العالم، وإذا قرر تحرك التاريخ، وإذا نظر لمح الأفق البعيد قبل أن يأتي.
وبجانبه يقف المجدد وصانع الرؤية، سموسيدي ولي العهد الامين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- القائد الذي لايعرف المستحيل، ولايرضى إلا بالقمة..في عينيه رؤية ملهمة، وفي قلبه شجاعة متقدة، وفي خطواته نهضة تتشكل لتصنع حاضراً عظيماً وغداً أكثر إشراقاً..جعل من الطموح مشروعاً ومن الحلم واقعاً ومن المملكة قصة نجاح تتداولها الأمم.
فالوطن ليس مكاناً نعيش فيه فقط، بل حياة تعيش فينا..هو الرجفة التي تسري في الجسد مع النشيد الوطني، والدموع التي تنهمر حين نغيب، والبسمة التي تُرسم على وجوهنا حين نعود..هو حب لايُحصر بالكلمات، ووفاء لايُقاس بالعهود، وتضحية تُبذل بلامنّة، وبيت يفتح أبوابه للجميع.
في كل ركن من هذا الوطن قصة تُروى، وإنجاز يُسجّل، وذكرى تُحفظ..في جباله وسهوله، في قراه ومدنه، في وجوه أبنائه، في دعاء الأمهات وأحلام الأطفال، في ضجيج النهار وسكون الليل..الوطن حاضر حتى في الصمت.
فيا وطني..يامن منحتنا الأمان حين ضاق بنا العالم، واحتضنتنا حين افتقدنا السند، ورفعت رؤوسنا اعتزازاً وفخراً..لك كل الحب، ولك كل الوفاء، ولك الدعاء الصادق إلى الله أن يحفظك.
حفظك الله يا وطن، وحفظ راعيك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهدك الأمين الأمير محمد بن سلمان، وتغمّد برحمته مؤسسك العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
فأنت المجد، وأنت الحكاية، وأنت القصيدة التي لاتنتهي ياوطني.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *