كلما تقدّمنا..زاد نباحهم
كلما تقدّمنا..زاد نباحهم

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه المصالح، يبرز على السطح أولئك الذين باعوا ضمائرهم وخانوا أوطانهم، طاعنين في خاصرة الوطن الذي احتضنهم وربّاهم..أشخاص لاينتمون حقاً لتراب الأرض التي نشأوا عليها، بل يوالون أجندات خارجية خبيثة تسعى لزعزعة أمن المملكة واستقرارها..يتلقون الدعم المالي من جهات مشبوهة..متوهمين أن المال قادرعلى شراء الولاء، بينما الولاء الحقيقي لايُشترى ولا يُباع، بل يُغرس في القلب ويُروى بالإخلاص والتضحية.
هؤلاء الخونة ليسوا أصحاب قرار، بل أدوات رخوة تُستخدم لتحقيق أهداف لاعلاقة لها بالوطن ومصالحه..إنهم دمى تتحرك بخيوط من الخارج، تُلقّن ما تقول وتُوجّه لما تفعل، دون وعي أو إدراك لحجم الدمار الذي يتسببون فيه..يظنون في غفلتهم أنهم أذكياء قادرون على تضليل الناس، لكنهم في حقيقة الأمر مكشوفون، مفضوحون، لايملكون من أمرهم إلا تنفيذ مايُملى عليهم. يسعون عبثاً إلى تحويل المواطن السعودي إلى لاجئ مشرّد فاقد للوطن -لاسمح الله- لكنهم خابوا وخسروا، فالمواطن السعودي لايُباع ولايُشترى، ولايرتضي لنفسه إلا أن يكون حراً عزيزاً في وطنه.
إن المملكة العربية السعودية ليست غنيمة مكشوفة كما يتوهمون، بل هي حصن منيع، وشعبها درع واقٍ، وولاة أمرها سد لايُخترق. القيادة السعودية قريبة من أبنائها، أبوابها مفتوحة، وقلوبها مملوءة بالحرص على مصالح المواطنين، فتقف معهم في كل المواقف، وتسمع لهم وتحتويهم.
أما المواطن السعودي الشريف، فلايشق عصا الطاعة، ولايسمح بأن يكون أداة في يد من يريد الشر ببلاده، بل يقف شامخاً، ثابتاً، مدافعاً عن وطنه بكل قوة، ولو كلّفه ذلك حياته.
وكلما تقدمت بلادنا خطوة نحو الأمام، علا نباح تلك الشرذمة التي لاتحمل سوى الحقد والحسد..يغسلون عقولهم بأفكار مسمومة، ويغذّون أنفسهم بأوهام عقيمة، معتقدين أن بإمكانهم إيقاف عجلة التقدم، غير مدركين أن الوطن اليوم لايتوقف، وأن الشعب لايلين، وأن القيادة لاتعرف التراجع.
المملكة العربية السعودية ماضية بخطى ثابتة، تعزز مكانتها بين الأمم، وتبني المستقبل المشرق، بينما خصومها يتخبطون في ضياعهم وانكسارهم.
إن الخيانة ليست مجرد فعل عابر، بل سقوط أخلاقي مدوٍ، وانحدار في مستنقع لايُغفر..فمن يخون وطنه يخون نفسه قبل أي أحد، ويفقد احترامه وكرامته، ويعيش منبوذاً لايجد من يثق به أو يصدق حديثه..وقد رأيت بعيني مثالاً على ذلك في لندن، حيث كان أحد الخونة ذليلاً منكسراً، يطلب ثمن وجبة طعام..وعلى النقيض، يظل المخلصون الأوفياء، الذين يدافعون عن وطنهم بصدق وتضحية، خالدين في ذاكرة الأمة، محفورين في صفحات المجد.
ستبقى السعودية شامخة، عصيّة على الانكسار، لأنها تحظى برجال ونساء لايرضون بغير العزة، ولا يقبلون بغير الولاء، ولايسيرون إلا خلف قيادتهم الرشيدة، مؤمنين بأن الوطن فوق كل اعتبار.
وهكذا، فإن كل محاولة لاستهداف أمننا واستقرارنا، ستتحطم على صخرة الوعي الشعبي المتماسك، والإيمان العميق بأن الوطن ليس مجرد أرض، بل هو هوية وانتماء وكرامة..ومن يفرط في وطنه، فقد فرّط في كل شيء.
وأخيراً،
لايسعني إلا أن أقول كلمة صادقة من أعماق القلب:
أُقسم بالله أن لا أخونك يا وطني، وسأدافع عنك بروحي ونفسي ومالي وولدي.