رؤية 2030 تصنع المجد الرياضي

رؤية 2030 تصنع المجد الرياضي

شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولاً مذهلاً في قطاع الرياضة، لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج رؤية طموحة وشجاعة تمثلّت في رؤية 2030 التي أطلقها ويقودها سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. لم تقتصر هذه الرؤية على تطوير البنية التحتية أو تحسين الأداء المحلي، بل تجاوزت ذلك لتضع الرياضة السعودية على خارطة العالم كلاعب مؤثر بحضور قوي في الساحة الدولية.
ولم يعد الحديث فقط عن البطولات المحلية أو المنافسات الإقليمية، بل نشهد أندية سعودية تستقطب نجوماً عالميين، وملاعب تضاهي أفضل المنشآت في أوروبا، وتنظيماً احترافياً يتناسب مع مكانة المملكة وطموحاتها..هذا التقدم ليس مجرد تحسينات شكلية، بل بناء متكامل يستند إلى استراتيجية مدروسة تهدف لتحويل الرياضة إلى صناعة متكاملة تساهم في الاقتصاد الوطني وتعزز مكانة المملكة عالمياً.
ومن أبرز مظاهر هذا التحول دخول المملكة مجال الاستثمار الرياضي الدولي، حيث بدأت شركات سعودية ومؤسسات رياضية بشراء حصص أو ملكيات كاملة لأندية خارجية في أوروبا وغيرها. لم يكن ذلك مجرد مغامرة، بل خطوة محسوبة تهدف إلى توسيع النفوذ الرياضي السعودي وتعزيز القوة الناعمة للمملكة في الخارج. فأمتلاك أندية عالمية لايعني فقط تحقيق أرباح مالية، بل يُعد وسيلة للتأثير الثقافي وتبادل الخبرات وفتح آفاق جديدة للتعاون الرياضي والتجاري.

وقد أثبت الاستثمار في الأندية الخارجية نجاحه على أكثر من صعيد.
اقتصادياً،
بدأت هذه الاستثمارات تدر عوائد ملموسة من خلال حقوق البث والرعاية وبيع التذاكر والمنتجات.
إعلامياً،
أصبح اسم السعودية يتردد في الصحف العالمية، ليس فقط كدولة مستثمرة، بل كقوة رياضية صاعدة.
ثقافياً،
ساعد هذا الحضور في تغيير الصورة النمطية عن المملكة، وأظهر للعالم وجهاً حديثاً مليئاً بالحيوية والطموح.
الرياضة السعودية اليوم ليست كما كانت قبل عقد من الزمن، بل أصبحت عالمية في طموحها، حضورها، وتأثيرها. لم يكن هذا التحول ليتحقق بدون الدعم غير المحدود من القيادة، والرؤية الواضحة التي وضعت الرياضة في صدارة أولويات التنمية. فكل بطولة تُنظم، وكل نجم عالمي ينضم إلى الدوري السعودي، وكل صفقة استثمارية تُبرم مع نادٍ أوروبي، هي خطوة نحو تحقيق الحلم الكبير بأن تصبح المملكة مركزاً رياضياً عالمياً لايكتفي بالمنافسة، بل يصنع الفارق.
ما نراه اليوم هو البداية فقط، والبداية وحدها كانت كافية لتغيير قواعد اللعبة. ومع استمرار هذا الزخم، يحمل المستقبل وعوداً أكبر ليس فقط للرياضة، بل للاقتصاد والثقافة والمجتمع السعودي بأكمله.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *