سعد الجبري من رجل أمن إلى خائن وطن
سعد الجبري من رجل أمن إلى خائن وطن

في قلب كل وطن رجال نذروا أنفسهم لخدمته، وهناك من اختار أن يبيع ضميره ويخون الأمانة التي أوكلت إليه..من بين هؤلاء يبرز اسم المدعو سعد الجبري، الذي شغل يوماً منصباً حساساً في وزارة الداخلية في مملكتنا الغالية، وكان من المفترض أن يكون من حماة الوطن، فإذا به يتحول إلى رمز بارز للخيانة والفساد.
تسلّق الجبري سلم السلطة مستفيداً من موقعه الأمني، متذرعاً بمكافحة الإرهاب، ليبني شبكة معقدة من المصالح الشخصية، وحول المال العام إلى حساباته الخاصة..وتؤكد المعلومات إلى أنه استغل صندوقاً مخصصاً لمكافحة الإرهاب وأشرف عليه لسنوات، محولاً مليارات الدولارات إلى حسابات خارجية، بعضها له ولعائلته، والآخر لشركائه في الفساد.
لم يكن الأمر مجرد اختلاس، بل نهب ممنهج تم تحت غطاء رسمي، وبحرفية من يعرف كيف يلتف على القانون ويخدع الدولة التي وثقت به.
لكن خيانته لم تقتصر على المال فقط، بل تعدتها لتصل إلى خيانة الوطن نفسه.
بعد انكشاف خيوط الفساد فر الجبري إلى الخارج، متخذاً كندا ملاذاً له، هارباً من المساءلة ومتذرعاً بمعارض سياسي في محاولة لتلميع صورته أمام الرأي العام..إلا أن الحقيقة الواضحة هي أنه لم يغادر إلا بعد أن تأكد أن العدالة ستطال يده، وأن ما فعله لن يمر دون حساب.
يزداد الخطر بربط الجبري بجماعة الإخوان المسلمين، التي لطالما سعت إلى زعزعة استقرار الدول وتغلغلت في مفاصل بعض المجتمعات تحت شعارات براقة تخفي أجندات مشبوهة.. فقد استغل الجبري موقعه لدعم هذه الجماعة، سواء عبر تسهيلات أمنية أو تحويلات مالية، مما يثير تساؤلات عميقة حول مدى تغلغل الفكر الإخواني في بعض المؤسسات، وكيف يمكن لشخص في موقع حساس أن يمد يد العون لمن يهدد أمن بلاده.
خيانة الجبري ليست مجرد فساد مالي، بل جريمة وطنية بكل المقاييس. خان القسم الذي أداه أمام القيادة، وخان الثقة التي منحت له، وخان الشعب الذي كان ينتظر منه أن يكون حصناً منيعاً في وجه الإرهاب..ما فعله لايمكن تبريره ولا تداركه، لأنه ضرب صميم الدولة وهدد أمنها واستقرارها.
اليوم، وبعد انكشاف الحقائق، لم يعد هناك مجال للشك..ذلك الرجل الذي كان يُنظر إليه كخبير أمني تبين أنه كان يدير مغارة من الفساد، ويخطط في الخفاء لما يخدم مصالحه ومصالح من يدعمهم. لقد باع وطنه بثمن بخس، وظن أن المال سيحميه من المحاسبة، لكنه نسي أن ذاكرة الوطن
لاتنسى، وأن العدالة وإن تأخرت، فإنها لاتغيب.
يجب أن تكون قضية سعد الجبري درساً لكل من تسول له نفسه أن يخون وطنه، ويظن أن الهروب سيمنحه النجاة..الوطن لاينسى من خانه، والشعب لايغفر لمن سرق أحلامه، والتاريخ لايرحم من باع شرفه بثمن زائل.