من خان الأرض لايستحق الحياد

من خان الأرض لايستحق الحياد

أيها المتلون تحت عباءة الحزب،

أنت لا تمثل أبناء هذه الأرض الطاهرة التي ارتوت بدماء الشرفاء، ولا تنتمي إلى وجدان هذه الأمة التي ما انحنت إلا لخالقها..حزبكم ليس مجرد تنظيم سياسي، بل هو خنجر مسموم في خاصرة الوطن، يطعن في عقيدتنا، ويعبث بثقافتنا، ويجاهر بولائه لمن لايريد لنا خيراً.
أنتم لا تختلفون عن الغرباء الذين يتربصون بنا، بل أنتم امتداد لهم، تتحدثون بلغتنا وتعيشون بيننا، لكن قلوبكم معلقة بأعدائنا، وألسنتكم تردد ما يُملى عليكم من خلف الحدود.

كيف يُطلب مني أن أتعامل معك بحياد وأنت تسعى لزعزعة أمن بلادي؟

كيف يُنتظر مني أن أتعاطف معك وأنت تهاجم رموز دولتي وتشُكك في ولاء من أقاموا بنيانها؟

الحياد في مثل هذه المعركة خيانة، والتعاطف مع من يطعن في ظهر الأمة سقوط لايُغتفر.
أنا لا أملك رفاهية التردد، فالموقف واضح، والعدو مكشوف، وأنت اخترت أن تكون في صفه، فاخترت أنا أن أكون في صف الحق، صف الوطن، صف التاريخ الذي لايرحم الخونة.

ليس الخلاف بيننا هو مايخلق المسافة، بل اختياراتك التي وضعتك في صف الهدم لا البناء، في خندق التفرقة لا الوحدة، وتحت راية من باعوا الأرض والعقيدة بثمن بخس..أنت اخترت أن تكون لساناً للفتنة، ويداً تعبث بأمن الأوطان، وواجهة لمن لايعرفون للوفاء معنى.

فلا تنتظر مني أن أمد لك يداً أو أفتح لك قلباً أو أبحث لك عن مبرر. الوطن لايحتمل أنصاف الولاءات، والدين لايتسع لأنصاف الحقائق، والرجولة لاتعرف أنصاف المواقف.

لقد سقط القناع، وانكشفت النوايا، ولم تعد كلماتك تخدع أحداً..شعاراتك المعلبة لم تعد تثير إلا السخرية، وادعاءاتك لم تعد تجد من يصدقها. حتى الأطفال باتوا يدركون أن ماترفعه من رايات ليس إلا ستاراً يخفي ورائه أطماعاً لاعلاقة لها بالدين ولا بالوطن.

أنت اخترت أن تكون خصماً، وأنا اخترت أن أكون حارساً لهذا الوطن، مدافعاً عن ترابه، وفياً لثقافته، ومخلصاً لولاة أمره.

ابقَ حيث أنت، في صف من باعوا الأرض والعرض، أما أنا فسأبقى حيث يجب أن أكون:

في صف الوطن، صف العقيدة، صف التاريخ الذي سيكتب أنني لم أخن، ولم أتردد، ولم أساوم.

فهد الحربي

مدون وناشط سياسي واجتماعي (من قال أن الحب لايليق لهذا الزمان؟ الحب يليق بكل زمان ومكان لكنه لايليق بكل أنسان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *