سلمان العودة..من الدعوة إلى العمالة
سلمان العودة..من الدعوة إلى العمالة

في المشهد السعودي، برز سلمان العودة كشخصية مثيرة للجدل، ليس بسبب علمه أو خطبه الدينية، بل نتيجة لما انكشف لاحقاً من ارتباطاته وتحركاته التي تجاوزت حدود الدعوة، لتصل إلى مساحات مظلمة من التحريض والتأليب والتآمر على أمن وطنه..لم يكن سلمان العودة مجرد داعية، بل واحد من أبرز الوجوه التي استغلت المنابر الدينية والإعلامية لحشد الشباب وتغذيتهم بأفكار تتقاطع مع أجندات جماعات متطرفة، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي الذي طالما سعى إلى زعزعة استقرار الدول العربية، والسعودية على وجه الخصوص.
ولم يكن العودة صوتاً إصلاحياً كما حاول أن يظهر، بل كان حاملاً خطاباً مشحوناً بالتحريض، متقاطعاً مع كل من يحمل عداءً للمملكة، واضعاً يده في يد من يسعى لتقويض أمنها. من خلال مشاركاته في مؤتمرات مشبوهة وارتباطه بشخصيات مصنفة إرهابية مثل يوسف القرضاوي، الذي تولى معه مناصب قيادية في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما ان العودة كشف عن وجهه الحقيقي، الذي لايعرف الولاء للوطن، بل الولاء للتنظيمات العابرة للحدود.
دعواته لم تكن مجرد آراء، بل أدوات تعبئة ممنهجة تستهدف الشباب السعودي، تغرس فيهم مفاهيم التمرد والانشقاق تحت غطاء ديني مزيف. استخدم منصاته الإعلامية والاجتماعية لتأجيج الرأي العام، والترويج لمظلومية مزعومة، وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن..ولم يكتف بالتحريض، بل سعى لتأطير ذلك فكرياً عبر محاضرات وملتقيات مثل (ملتقى النهضة)،حيث جمع شباباً من مختلف الدول ليشكلوا نواة حراك يستهدف الأنظمة ويغذي الانقسام.
تجاوز العودة التحريض الداخلي إلى دعم كل من يعادي السعودية خارجياً، عبر تصريحات ولقاءات ومشاركات في تجمعات مشبوهة..كان حاضراً في كل مساحة تتقاطع مع خطاب الكراهية ضد المملكة، وصوته جزء من جوقة إعلامية وسياسية تسعى لتشويه صورة السعودية وتقديمها على أنها دولة قمعية، في حين أن الواقع يكشف أن مايُحارب هو مشروعه التخريبي لا المصلحة الوطنية.
ارتباطه بميلشيا الإخوان الارهابية التي صنفتها المملكة تنظيماً إرهابياً، لم يكن انتماء فكرياً فقط، بل انخراطاً عملياً تجلى في مواقفه وتحركاته ودفاعه المستميت عن رموز الجماعة، مع علمه بأنهم يعملون ضد مصالح وطنه..اختار أن يكون جزءاً من مشروع خارجي لايعترف بالحدود، ولايحترم السيادة بل يسعى لتفكيك الدول من الداخل عبر أدوات ناعمة تبدأ بالكلمة وتنتهي بالدم.
سلمان العودة لم يكن ضحية كما يحاول البعض تصويره، بل كان فاعلاً أساسياً في مشروع عدائي استهدف أمن واستقرار المملكة..استغل الدين وثقة الناس ليبني شبكة تأثير تحولت إلى شبكة تحريض. واليوم وبعد انكشاف الحقائق، لم يعد هناك مجال للغموض، فالوطن لاينسى من خانه، ولا يغفر لمن وضع يده في يد أعدائه.