دبي..قصيدة لاتنتهي
دبي..قصيدة لاتنتهي

في حضن الخليج العربي، حيث تمتد الرمال لتصافح زرقة البحر، تنهض دبي كأنها حلم استيقظ من بين صفحات الأسطورة..مدينة
لاتشبه سواها، تتلألأ كنجمة في سماء الطموح، وتهمس في أذن كل زائر: ( هنا الحلم لاينام.. وهنا الجمال يتجاوز الوصف )
دبي ليست مجرد مدينة، بل هي قصيدة تُكتب كل يوم بلغة الضوء، وتُقرأ في ملامح الزائرين وهم يحدّقون بدهشة في تفاصيلها..من يطأ أرضها يشعر أنه دخل عالماً من الخيال؛ أبراجها تتراقص في الأفق أطيافاً من نور، وملامح الماضي تمتزج بعطر المستقبل في تناغم لايعرف التنافر..كل زاوية تحكي قصة وكل شارع يروي ملحمة من الابتكار والإبداع.
الراحة التي تغمر الزائر في دبي ليست راحة جسد فحسب، بل هي راحة روح وطمأنينة قلب وانبهار عقل..الهواء فيها مشبع بالأمل، والناس يبتسمون وكأنهم يدركون أنهم يعيشون في معجزة.
لحظة الوصول إلى دبي تكفي ليشعر الإنسان بأنه في وطن فهي لا تسأل عن الأصل، بل تحتضن الجميع وتمنحهم من دفئها مايجعلهم ينتمون إليها.
ولم يكن لهذا الجمال أن يتجسّد لولا رجال وثقوا بالحلم وحملوه على أكتافهم حتى أزهرت دولة الإمارات العربية المتحدة وتفتحت دبي زهرةً لاتذبل.
كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الحالم الأول، الذي رأى في الرمال ذهباً وفي الإنسان كنزاً بحكمته جمع القلوب ووحّد الأرض، وأسس لدولة لاتعرف المستحيل.لم يكن يبني مدناً فحسب، بل كان يغرس القيم ويزرع في النفوس حب الأرض والإيمان بالقدرة على التغيير.
ثم جاء الشيخ خليفة بن زايد -رحمه الله -ليكمل المسيرة، ويهب الإمارات من روحه الهادئة قوة لاتُقهر..كان يؤمن أن التقدّم لايتحقق إلا بالعلم، وأن الرقي لايُبنى إلا على العدالة..في عهده نمت الإمارات كنخلة باسقة، مثمرة، لاتنكسر أمام الرياح..ومعه ازدادت دبي بريقاً وخطت بثقة نحو العالمية، مستندة إلى إرث من الحكمة والرؤية المتبصّرة.
وفي دبي، أبدع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فارس الطموح الذي لايرضى إلا بالقمة ولايرى في الإنجاز نهاية..جعل من دبي مرآة للعالم، ومن كل مشروع فيها رسالة تقول:( نحن هنا.. ونحن قادرون.)
تحت قيادته تحوّلت المدينة إلى لوحة فنية تضم كل لون من ألوان الحضارة، ونبضاً إنسانياً عالمياً.. كان يرسم المستقبل كما يخط الشاعر قصيدته بحرف من نور وكلمة من ذهب..رؤيته لم تكن محلية، بل كونية، جعلت من دبي نقطة التقاء الشرق والغرب، وملتقى التاريخ والمستقبل.
واليوم يقود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دولة الإمارات العربية المتحدة بحكمة القائد، وحنان الأب، وصلابة الجندي.. رجل يدرك أن الأوطان تُبنى بالفعل لابالكلمات، وأن دبي ليست مجرد مدينة، بل رمز لطموح شعب بأكمله. في عهده تسارعت الخطى نحو المستقبل، وازدادت دبي تألقاً ورسّخت الإمارات مكانتها في قلب العالم..اهتمامه بالتعليم والصحة والتكنولوجيا جعل منها نموذجاً رائداً ومن دبي أيقونة عالمية لاتُنسى.
يا دبي..يا زهرة الخليج، ونبض الطموح، وأنشودة المجد..فيك يتجدد الحلم وتُكتب الحكايات، وتُرسم ملامح الغد..من برج خليفة الذي يعانق السماء، إلى أزقة الفهيدي التي تحتضن التاريخ؛ ومن شواطئ الجميرا إلى أسواق الذهب؛ كل شيء فيك يعلن أن الجمال يمكن أن يكون واقعاً وأن الراحة يمكن أن تتحوّل إلى أسلوب حياة.
من يزورك لايعود كما كان؛ فأنت تزرعين في القلب بذرة حب، وفي العقل شرارة إلهام، وفي الروح طيفاً من نور.
أنت يا دبي، المدينة التي لاتنام، ولاتتوقف، ولاتكتفي…
أنت الحلم الذي تحقق، والقصيدة التي لاتنتهي… حيث يظل الجمال أبعد من الوصف.