الحقيقة الغائبة
الحقيقة الغائبة

من كتابي الذي سيصدر قريبآ ان شاء الله (هي وهو)
((مقدمة))
الدهشة بداية المعرفة
هكذا قال أرسطـو
وهكذا أثبتت لي أيضاً تجربة الأيام فهي التي تدفعك للسؤال عما استلفت نظرك وأثار دهشتك فتلقى الجواب وتضيف إلى معارفك الجديد والمفيد.
ومن خلال عملي في الكتابات الصحفية وتلقي الكثير من الرسائل الالكترونية عبر وسائل التواصل الإجتماعي فقد سمعت وشاهدت من القصص التي يكون أبطالها المرأة والرجل الشيء الذي لايصدقه عقل فعرفت أشياء لم أكن لأعرفها ومازلت اندهش كل يوم وأتساءل كل ساعة وأبحث عن إجابات جديدة كل لحظة؟!
وقد سجلت في كتابي هذا (هي و هو) بعض من القصص التي سمعتها وتأكدت منها من أصحابها وقد أحببت نشر هذه القصص علها تكون درساً وتعليماً للغير للإستفادة من تجارب الآخرين .
إن كتابي هذا ليس كتاباً في أدب الرحلات بقدر ما هو كتاب في تجارب وأحوال البشر..فأرجوا من القارئ الكريم الإستفادة منه.
((فهد الحربي))
۞ ۞ ۞
((الحقيقة الغائبة))
زواجي منه كان مفاجأة للجميع وضربه قاضية للكثيرات اللاتي كن يحلمن بالزواج به..كثيرات كن يرددن : (كيف إستطاعت أن تصطاده؟) كيف أوقعته في شباكها؟ فأبتسم بسعادة حين اسمعهن يرددن ذلك..لأشعر بنشوة الإنتصار لأنني استطعت أن أحقق مافشلت فيه الكثيرات وتزوجته رغم انف الجميع فقد كنت شابه في ال 33 من العمر أعيش مع أسرتي المتواضعة ورغم بساطة الحياة التي أعيشها فقد كانت أحلامي دائماً تصر على أن ترتفع بي إلى أعلى لأحلم بحياة باهرة مليئة بالثياب الثمينة وأشياء كثيرة أتمناها ولا استطيع أن أنالها.
كنت اسمع المحيطين بي يتحدثون عن جمالي الباهر وعن رقتي ورشاقتي حتى ملأني كلامهم غروراً جعلني اشعر بأنني لست مجرد فتاة عادية ومن الظلم أن أتزوج من أي شاب عادي..فالذي أتزوجه يجب أن يكون كامل المواصفات جمالاً وثراء ومركزاً ومن اجل هذا الهدف رفضت الكثيرين الذين كانوا يرغبون بالزواج مني لأن شروطي التي وضعتها لاتنطبق عليهم حتى بدأ الناس يرددون : (لايعجبها العجب) ترغب بالزواج من رجل (من الخيال) ولكني لم اهتم بكلامهم فأنا لا أتزوج كل يوم وبالتالي يجب أن ادقق في اختياري حتى رأيته ذات يوم في احدى المقاهي في لندن أثناء إجازتنا السنوية شهقت احدى صديقاتي: (أتدرين من هذا الشاب؟) هززت راسي نافيه فضحكت أحداهن (إلا تعرفينه انه المشهور فلان الفلاني) ونظرت إليه كان وسيماً تلمع ساعته الثمينة في معصمه ولا اعرف لماذا شعرت أن هذا الإنسان هو الذي أتمنى الزواج منه من لحظتها وصورته لاتفارق خيالي أفكر في ليلة عرسنا والبيت الكبير الذي سيسكنني فيه والملابس الفاخرة والمجوهرات كل ذلك دار براسي حتى أفقت على كلام صديقتي: (كثيرات اللاتي يجرين وراءه يرغبن بالزواج منه ولكنه لا يهتم بأحد).
(موب حق زواج) قالت إحداهن ولم يهمني كلامها ولم يغير من كل الخطط التي تجمعت في راسي بتلك اللحظة فكل ما يهمني وقتها أن اظفر به ومن لحظتها وأنا أجمع معلوماتي عنه وعن أصدقائه وأشقائه وشقيقاته وأقربائهن وبالصدفة عرفت أن إحدى شقيقاته صديقة لإحدى صديقاتي وأصررت على أن تعرفني صديقتي على شقيقته وفعلاً عرفتني بها ومن لحظتها وأنا أكلمها كل يوم (أي شقيقته) ودعوتها لزيارتي ودعتني لزيارتها ثم صرنا نلتقي تقريباً كل يوم إلى أن رأيته عندما كنت في منـزلهم ومنذ اللحظة الأولى شعرت بإنجذابه نحوي بينما أنا أحاول أن أسدل على وجهي ستاراً من الخجل ثم صرت أراه كثيراً حين أحضر لزيارة شقيقته أو عندما أحضر لها بعض الحلويات والأكلات التي أتفنن بصناعتها..وبعد أسابيع من معرفتي بها وجدت صديقتي تنقل لي رغبة شقيقها بالزواج مني لحظتها شعرت بسعادة تجتاحني من قمة رأسي حتى أخمص قدمي.
فأخيراً استطعت أن أحقق حلمي بالزواج لم يهمني كلام الناس عن شربه وسهره وعبثه فقد كانت لي قناعة بأنه مهما كان ماضي الرجل فالزواج كفيل بأن يغيره ويجعل منه إنساناً آخر.
فتزوجته في حفل أسطوري ما زال حديث الناس ليسافر بي إلى أحلى بقاع العالم عدت لأسكن معه في شقته الفاخرة ريثما ينتهي من بناء الفيلا..كنت سعيدة به وبحياتي معه شقته جميلة والأثاث فاخر وأموال طائلة أصرف منها بلاحساب وكل شيء حولي جميل.
إلى أن كان يوم كنت مدعوه فيه على العشاء في شاليه إحدى الصديقات ترددت كثيراً قبل الذهاب فلم أرغب أن أتركه وحده بتلك الليلة خاصة وأن زواجنا لم يمض عليه شهور ولكن صديقتي أصرت على حضوري وحين شعر بترددي شجعني على الذهاب قال لي : إنه سيقضي وقته في متابعة وسائل التواصل الإجتماعي وفي بثه المباشر وسيأتي ليأخذني بعد الإنتهاء من العشاء وذهبت وشعرت بضيق شديد فهذه أول ليلة أتركه فيها منذ زواجنا ولم أستطع أن أستمتع بسهرتي مع صديقاتي وبسرعة قررت العودة إليه اتصلت على جواله عدة مرات ولكن لم يكن هناك رد وبدأ القلق يتسرب إلى نفسي فقررت العودة ثم صعدت إلى شقتي وفتحت الباب بالمفتاح وهالني ما رأيت كان زوجي في وضع شاذ مع رجل آخر صرخت بلا شعور وصرت أركض لاأعرف إلى أين وانزويت قرب العمارة وانهمرت في بكاء هستيري ومن جوالي اتصلت بأمي لم تفهم كلمة واحدة من كلماتي التي تاهت وسط نحيبي فأتت لتأخذني إلى البيت وأنا أشعر بشيء يكاد يطبق على نفسي ومثلما كان زواجي منه مفاجأة للجميع كان طلاقي أيضاً مفاجأة للجميع..الكل يحاول أن يجد تفسيراً لطلاقي الذي تم بتلك السرعة..كلام كثير يتردد على مسامعي حول أسباب طلاقي كل شيء قد قيل عني وعنه ولكن الحقيقة وحدها هي التي لم يعرفها أحد.